ودمدني كانت أيام جميلة
المساكين علي أسوار جامع الحكومة
====================

لوكان موجودا في الوقت الحاضر ونظرت اليه تكاد تجزم بأنه لاعب كرة قدم كاميروني في الدوريات الاروبية الشعر المبروم والرداء الذي يلبسه.
كان الظاهرة الفريدة في أوائل الستينات علي الحائط الشمالي لسور جامع الحكومة.
أنه شعيبو
كان شعيبو متعففا لاياكل من الرحمتات او الصدقة كانه من الاشراف يفضل الاكل من الكوشة علي ان تاتيه صدقة شوف زمان الكوش كان فيها بواقي اكل.
هاك ياولد ادفق باقي الحلة في الكوشة كانت الثلاجات قليلة وثلاجة المسكين او دواء الكديس هو المشلعيب ودا كان توضع فيه باقي الحلة لغاية بالليل زمان ماكان في واحد بياكل ملاح بايت وماكان في باقات بلاستيك تحفظ فيها بواقي الاكل في الثلاجة ثاني يوم حلة جديدة واكل فريش .
كانت توجد ايضا النملية وتوضع فيها حلة اللبن وماعون الروب برضوا من الكدايس والذباب .
كان شعيبو دائما مستعدا لنا ويتوقع ان نشاغله كان يضع مجموعة من الحجارة علي اسوار الجامع ناحية جنينة عبدالجليل وشارع الاسفلت كان هذا مكانه المفضل وكان ايضا حريفا في التقاط الحجارة عن طريق اصابع قدميه واذا صوب نحوك حجرا تاكد انه مصيبك به لا محالة .
أختفى شعيبو من تلك المنطقة قد يكون لاحظ اختفائه شخص او شخصين او مجموعة من الاطفال الصغار افتقدوه وخاصة مشاغلته ورميه بالحجارة أنهم فئة المساكين لا قريب لهم ولا ولد ولا يوجد من يتفقدهم.
في أوائل منتصف السبعينات تغيرت خريطة جامع الحكومة تمت اضافة الفسحة الكبيرة حول الجامع وكانت ميدان الدافوري الشهير الي أسوار جامع الحكومة فتغير المشهد الخارجي وتم كذلك طلاء مبنى الجامع الاثري فتغير شكل الجامع من الخارج وهو مبنى أثري من الطوب الاحمر والاسمنت والجبص ومر الامر كأن شئ لم يحدث لهذا المبنى الاثري .
ظهرت مجموعة اخري من المساكين وهم من المصابين بمرض الجزام يقيمون في سور جامع الحكومة وهنالك جزء يقيم ايضا في سور جامع البوشي وبحكم تواجدنا بالقرب منهم كنا نعرف الشخص المصاب منهم بمجرد النظر الي وجهه وخاصة منطقة أنفه دون النظر الي اصابع يديه .
هنالك شخصية تنام علي أسوار جامع الحكومة اسمها عب الدبر كان مشهور بالجري الشديد وكنا نجد لذة في مشاغلته ونحن نكون مستعدين للجري كاننا من ابطال العدو .
غير بعيد من أسوار جامع الحكومة شخص كان اسمه امبيرون كان له كرنك من القش في منطقة كانت بها مجموعة من أشجار السيسبان هذه المنطقة الان منزل العم هجو عيسي رجب ناصر كان امبيرون يأتي مع المغرب من الديم وهو مصلح مية في المية ويجدنا في انتظاره نلاعبه فيما تبقى من ضوء النهار .
تتحدث المدينة في فترة قريبة سابقة عن ذلك الشخص والذي وزع اكياس فتة علي المساكين مخلوطة بي مخدر واستولي علي كل مدخرات السنين بالنسبة لهم يقال انه كان يراقبهم لفترة طويلة وتعرف علي مخزونهم النقدي عن طريق حيلة انه يطلب منهم كل فترة ان يفكوا له مبالغ نقدية كبيرة الي فئات اقل استطاع ان يعرف اين يضعون قروشهم وسهل عليه بعد تخديرهم ان يستولي عليها .
شارك واصبح الزعيم بعد وفاة ود عم فاروق عبد السلام ابوليمونه كان له في قفاه كما يقول اخوتنا المصريين مايشبه الليمونه كان لونه ابيض يمكن ان يكون من المغاربة او من سكان عترة – كان يقود المساكين لبيوت المناسبات الحزينة للجلوس علي بواقي الصواني او لنيل الصدقة .
الشخصية المحيرة والتي كثر فيها الكلام هو ( تابييه ) واسمه تاج الدين كان يقطع المنطقة في ام سويقو وهو يتجول بين القور والقشاشة والمدرسة الاميرية وهو يلبس الجلابية الدمورية ويلعق اصابع يديه حتى تكونت طبقة سوداء علي الجلابية في منطقة صدره لايلتفت اليك وهو يسير بصورة مسرعة تجده في كل الاوقات في المنطقة المحددة وأستمر الحال سنين عددا حتى اختفي عن الانظار والكلام الذي خرج بعد فترة من اختفائه يقول :-
ان احد الاشخاص وفي وقت الفجر وعند البحر في منطقة الشئون الدينية وهو يتجهز لاداء صلاة الفجر سمع صوت تلاوة للقران لم يسمعه في حياته كان صوتا عذبا تتبع مصدر الصوت حتى وصل اليه وكانت المفاجأة راى من يتلو القران هو تابييه او تاج الدين ومن ذلك اليوم اختفى نهائيا من المنطقة سبحان الله يضع سره في اضعف خلقه.