النملة والفيل
كان ظلا ضخما في بادئ الأمر ذلك الذي أقبل نحوها في الظهيرة فأحال الدنيا ظلاما، كانت تري الضوء غير بعيد منها وتسعي جاهدة لبلوغه والخروج من دائرة الظل العملاق الذي يقترب نحوها كما تقترب صخرة قادمة من أعلي الجبل نحو عشبة صغيرة،لم تسعفها خطواتها في الخروج من دائرة الظل الأسود الذي بدأت تبرز له أظلاف مشهرة كالمخالب، تلفتت النملة يمنة ويسرة، صرخت بأعلي صوتها، لم يسمعها أحد، ولم يسمعها الفيل ولم يرها، حتي بعد أن داستها قدمه بقسوة وطقطق جسدها النحيل تحتها، لم يسمعها ولم يرها، ثم سكنت وجحظت عيونها جحوظها الأخير. وتوالت أقدام قطيع الفيلة الهارب من الصيادين فوق الجثة الممدة في العراء.
صلاح الدين سر الختم علي
مروي
الثامن من اكتوبر 2012
المفضلات