عيسى رحل عنا إلى جوار ربه ... رحل وعمره قد تجاوز الخمسين عاما ... لم يتزوج في حياته كبشر عادي بل تزوج القضية ... قضية التعليم في بلادي ... عيسى الامين شنان ... ضليع في كل العلوم لكن اشتهر بتعليمه للغة الانجليزية .... كان عيسى ثمرة ذلك الجيل الذهبي والعصر الذهبي في التعليم وفي المعلومة وفي النسق الحياتي المؤسس على القيم والاخلاق ....
في كل بلاد الدنيا تجد للمعلم مكانة سامية في قلوب تلاميذه وفي مجتمعه الا في بلادي
تخرج على يدي عيسى نفر من الافذاذ ... تخرج الاف التلاميذ من مهندسين واطباء وعلماء يشار اليهم بالبنان في دنيا البيزينيس هذه الايام
لكنه بعد أن افنى من العمر أكثر من ثلاثين عاما رحل ولمَّا يتوفر في جيبه ثمن حقنة أو ثمن جرعة من دواء
وعن الدار فلا تسل... مات وشيع في بيت ابيه ....في بيت العائلة
وعن ثروته فلا تسل ...ليس له رقم حساب في أي من البنوك ولا مدخرا في متجر أو عقار
ما أهونك ايها المعلم في بلادي
لا أرى في القريب أملا في استعادة هيبتك في نفوس طلابك
وبذلك لا أطمئن على ثبات أي معلومة في أذهان تلاميذك ..ابنائنا المأمول بناء وطني على أيديهم في المستقبل إن كان هناك بناء سيكون
رحل وهو يحمل همَّ التعليم... فقد شغله الحال وما وصل إليه خاصة في التعليم عن كل شأنه فكان هو القضية ... ما اقترن بواحدة من البشر بل اكتفى بها ...قضية وزوجة ....لكنه غادرها إلى ربه وتركها أرملة.... فهل فينا وبيننا من يسمع ويجيب
يناديكم عيسى من تحت الثرى
تزوجوا القضية
لنرفع إلى العلياء رؤوسنا وترتفع إلى العلياء نفوسنا والى العلياء وطننا بعد إتقاننا جودة التعليم
كم أنا حزين عليك يا عيسى
فالقضية ما زالت أرملة
ومازال الخريج في ألف المد وواو المد وياء المد يخطئ ولا يصيب
تناديكم القضية .... فهل من مجيب ؟؟؟؟
المفضلات