يصحو كل يوم فيحملها ويلاعبها، لم لا وهي وردة الدار ؟! لم لا وهي من أعادت إليه ذكريات قديمة كانت مدفونة ، خلف ستار يدعى الماضي، لم لا وهي من تجعل للدار معنى الدار وطعم الفرح وشقاوة الأطفال التي إختفت منذ زمن بعيد؟!
فأصبح يصحو كل يوم على أمل رؤيتها، فهي فقط من سلبت عقله وقلبه ، هي فقط من حركت بداخله ذكريات الطفولة ، لأنها تجعله يلعب معها ويضحك من حركاتها الشقية، وربما أضحكها فتضحك هي فيضحك هو على ضحكاتها.
ذات صباح لعب معها وداعبها ، وكان آخر صباح يحملها ويلعب معها ككل يوم وكأنه الوداع!
في صباح اليوم التالي صحى على أمل رؤيتها ، ولكنه إصطدم بالوجوم والهدوء القاتل في أركان الدار ، إفتقدها بشدة ، فقد كان لصباحه طعم آخر ، أما هذا الصباح فكأنه الليل بسواده ، حزم حقيبته وسافر، قرر أن يذهب في إجازة ليومين وربما ثلاثة، ترك الدار خلفه ورحل كما رحلت هي أمنية القلب (أمنية).
المفضلات