ها أنت ذا أيها الطائر المفعم دوما ... حيوية وألقا ... وتوثب ... تركن في هذا الركن القصي .... من الذات .. محبطا إلا من بعض فتات الأحلام والاماني ... وكأنك قد نسيت في غمرة ركونك وسكونك .. أجنحتك وتحليقك العالي دوما إلى فضاءات أرحب ... هل نسيت أحبائك؟ ... وأنت تنقل إليهم في رواحك وقدومك ألحانا عذبة من التواصل ... والحب ... والعزم على جعل راية البناء مرفوعة ... هل عجزت عن تحقيق ما كنت تجادل به أعداء الوطن والإنسانية من أنك مع الحق وبالحق ... ومع السواد الاعظم من الطيبين؟ ... هل فقدت رغبتك في تذوق القهوة ... وأغنيات الحقيبة .. والشعر .. وعثمان حسين حينما يشدو (لمتين يلازمك في هواك .. مر الشجن)؟ أليس لديك هذا العشق القديم في تلاوة سورة الكهف في صباحات الجمعة من كل أسبوع؟ قل لي بربك من سيزيل آلام عن المرضى بالبسمة والدواء .... والمناكفة أحيانا ...؟؟؟؟؟
ألم تر بأم عينك يا أيها الصقر الجميل .... كيف يعاني هذا السواد الأعظم الآن ... ليتك تكون كما كنت أبدا .... ولكن إنها إرادة الخالق ...؟؟؟؟؟؟؟
وستظل دوما ... رغم هذا السكون ... رغم استغنائك عن التحليق ... مسربلا في دواخلنا .. وتطير في أعماق الروح ... شيئا من فيض ... وفيضا من خير ... وخيرا من بركة ... لك أنت وحدك .... أهدي كل ما كنت تعشق ..........
المعلقات السبع ..... القهوة ...... الراديو ... القرآن الكريم ... حقيبة الفن .... وعثمان حسين .... وصحن (فسيخ) وكل الأرواح الطيبة ... والتراب ... والأرض ... والسودان ....
وسنظل نحن ... كما كنت حبا لما أحببت ... نعم وسيزول هذا البلاء عن الناس والوطن ... ويكون السمر القادمون .. شعلة للبناء ... بعيدا عن الأمراض والحاجة ... والفساد ... ولله الأمر من قبل ومن بعد .....
عفوا .... واستودعك الله الذي لا تضيع ودائعة ... ساعود الآن .. لإكمال المسيرة ... نم هذا النوم الجميل ... وتأكد يا سيدي ... سأعود كلما ... عصفت بي الأيام ... وإجتاحني حنين الطيبة والأصالة ... والعشق الجميل ..... وفي امان الله
المفضلات