هل من الأنانية بشيءٍ أن نفرح لحظة بكاء الآخرين ؟
أن نطير كفراشات صفر ونضرب بجناحينا دموعهم بغبطة فتتناثر حولنا. وتبلل أفئدتنا السغبى وتصيبنا لبرهة رعشة الانتشاء.
يحلو لي الضحك حينما تبكي السماء، وتطيب لي السعادة حينما تغرق الأرض بالدموع حد الارتواء. كم هي حزينة تلك السماء حتى تبكي بهذه الغزارة. بيد أن دموعها ليست مالحة كدموع البشر.
تبكي السماء بغزارة كبكاء أم فقدت ضناها. تبكي السماء فتضحك الأرض فاغرة مبسمها عن زهور ملونة.
تتوشح السماء بغيمات تحجبها عنا ربما خجلاً. أو أنها – مثلي – نود أن تكون طقوس بكائها سرية لا يقتحمها عليها فضولي إلا أنها تطل علينا – بين الفينة والأخرى– بعين مضيئة تتسلل من بين غيمات سهون عنها، فاستغلت سهوهن تتسلل لترى أغرقت الأرض بدموعها.
تكف السماء عن البكاء فتشرب الأرض الدموع. وترتوي حتى الثمالة. وتصطبغ وجنتاها – إثر ذلك بحمرة داكنة تتسلل من بين مساماتها رائحة عجزت عن معرفة مصدرها، أناتجة هي من امتزاج الماء بالتراب ؟ أم نابعة من تقبيل ماء السماء لوجه الأرض ؟ من أين تنبع تلك الرائحة التي تنبعث من الأرض بعد سقوط المطر عليها، أي عطر ذلك الذي تنشره البراري المبللة بعد ارتوائها من ماء السماء، ذلك العبق الذي يعلق بأدمغتنا لأيام عديدة بعد سقوط المطر...
المفضلات