غناء ناعم في شفاه غليظة

 

 بقلم :خالد عثمان أحمد


      خلال الأيام الفائتة حضرت حفل زواج كان به مجموعة من المغنين الشباب , والغريب أنهم كانوا جميعا يتغنون بأغاني البنات من كل نوع وصنف بدأ من (حاجة كولن كولن ) وحتى (كبشور جاني قال  لي ) والأغنية الوحيدة التي لم أسمعها من الشباب هي التي ذكرها السيد الصادق المهدي في برنامج نسائم الليل ( بكلم أمي كان ترضى كان تابا بمشي أبيت  في بيت العزابة)

 وأفادني بعض الأخوة أن هذه  الظاهرة قادمة  من السودان حيث لا يخلو حفلا من مغنى على آلة الأورج يرد نفس الأغاني .

 وأبدأ أولا بتعريف أغنية البنات حيث يبدو من اسمها أنها أغنية خاصة بالبنات تصور أحلامهم وهواجسهم الخاصة ,  أي أنها أغنية وليدة ظروف معينة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجنس اللطيف فلا يكون من المستساغ أن يؤديها غيرهم .

   وحسب رأيي فإن السبب  في هذه الظاهرة هو جفاف نبع الأغاني السودانية حيث انتقل للدار الآخرة عدد من كبار الفنانين واكتفى البقية بـأعمالهم القديمة يرددونها لعشرات السنين دون الإتيان بأعمال جديدة فمل المستمعون (خاصة الشباب منهم ) هذا التكرار فبحثوا عن الجديد والمثير فلم يجدوا سوى هذه الأغاني وليدة الظروف الخاصة فاصبحوا يرددونها دون كلل أو ملل , وأكثر ما أدهشني فنان ضخم الجثة , عريض  المنكبين , يشبه محاربي القرون الوسطى , حين تم تقديمه ظننته سيغني الحقيبة وهو خجلان دعك من غيرها من الأغاني الحديثة , وكنه خذلني فما أن تم تقديمه حتى وجدته يتلوى كالأفعى ويردد نفس الأغاني .

  ختاما أعتقد أن الحل يكمن في العودة لمهرجانات الثقافة والمهرجانات الشبابية برعاية الدولة واتحاد الفنانين ومراكز الشباب حتى  تنتج أغاني جديدة ويذهب هذا الزبد جفاء

 

 

 

راسل الكاتب