التلفزيون.. نصف الكوب الممتلىء

بقلم : نشأت الامام

 


لا يزال الحديث عن اخفاق التلفزيون في نقل مجريات مباراة الهلال السوداني والزمالك المصري التي أقيمت مساء الأحد الماضي باستاد الهلال يتردد صداه، مرة بقصد النقد والأخرى بالسخط على ادارة التلفزيون التي حرمت -حسب وجهة نظرهم- الملايين من جماهير الرياضة بالسودان وخارجه من متابعة وقائع الشوط الأول من المباراة..

ولم يخرج كل ما قيل عن إلقاء اللائمة على إدارة التلفزيون، وكذلك من سخط عن مجريات ما حدث، فالتلفزيون -حسبما أوضح- لم يتمكن من ادخال عربة التلفزة إلى داخل الاستاد نسبة لبطء الاجراءات الادارية من ادارة نادي الهلال، وبغض النظر عمن أخطأ ونسبة الخطأ وكيفية تلافيه مستقبلاً، ننظر هنا للنصف المليء من كوب التلفزيون، والذي استحق عليه الثناء..

هذا النصف الملئ تمثل في ارتجال الاستديو التحليلي المصاحب لوقائع المباراة لفترة قاربت ساعة من الزمان، تحدث فيها الأستاذ عمر النقي مع ضيفه الاستاذ المحلل الرشيد المهدية حول المباراة واحتمالاتها ومآلاتها، ولم تكن الصورة وصلت لذلك الاستديو!

دون أدنى شك ان ذلك يحسب لصالح الاستاذين، خاصة الرشيد المهدية الذي كان دوره ينحصر في اعطاء نبذة تعريفية عن الفريقين وتوقعاته لمجريات المباراة، كل ذلك قبل بداية المباراة بعشر دقائق، ولكن الرشيد وجد نفسه مجبراً ومضطراً للتحدث طوال زمن هذا الشوط، وجاراه في ذلك عمر النقي.

وهذه نعدها ميزة يفتقدها كثير من مقدمي البرامج التي تبث مباشرة على الهواء، عبر تركيزهم على المحاور المدرجة على ورقة الحوار، والتي على ضوئها يكون حديثهم، ونجدهم يعجزون - حتى- عن مجاراة الضيف إن نأي قليلاً عن هذه المحاور.

لذا نجد أن الكثيرين كانوا يتابعون المباراة عبر المذياع، ويسترقون السمع -قبل النظر- إلى التلفزيون لاكمال المتابعة، فالحديث العلمي والتناول الموضوعي والثقافة العالية للضيف ومضيفه، أجبرت الكثيرين على المتابعة.

نتمنى أن نرى اعلاميين بهذه القدرات يديرون دفة البرامج الحوارية والتحليلية بمختلف تعريفاتها، مع تأكيدنا أن ما حدث كان امتحاناً اجتازه التلفزيون دون اللجوء إلى ملء فراغ الوقت ببعض الأغنيات، وأيضاً أوضحت لنا الحادثة اصرار التلفزيون على المتابعة، على أمل أن يبدأ البث في أية لحظة مما يبين أن هناك مجهودات كبرى تبذل لتتم عملية البث..

شكراً للاستديو التحليلي، ومبروك للهلال..


 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب