لم يكونوا أطفالاً وبس..!!

بقلم : نشأت الامام

 

ذلك الاحتفاء البهي الذي ضوع عبيره أمسيات الخرطوم يومي الجمعة والسبت الماضيين, كان احتفالاً بهير الألوان, احتشدت فيه روائع وإبداعات أطفال السودان, مموسقة سيمفونية تحكي عن روعة تلاقح اجزاء الوطن الواحد.
فالاحتفالات والتي عكست التباين الثقافي والاثني والاجتماعي للسودان, كانت صورة مصغرة أظهرت كيف يمكننا أن نستخلص من هذا التباين ما يقوي الأواصر بيننا, ويعمق خيارات الوحدة في ذاتنا, بدلاً من أن يكون عاملاً يشتت ويفكك عرى التواصل بيننا.
ونرى أن الباشمهندس عز الدين مايسترو سودانيز ساوند قد طرح أفكاراً مدهشة تمثلت في هذه المهرجانات والتي جاء هذا الأخير -كل الفنون.. اطفال وبس_ يحمل الرقم 5 من النجاحات المتواصلة.
فالابداع الباذخ الذي افرزه هذا المهرجان لمختلف اطفال السودان, كان رائعاً بالقدر الذي أجبر الكثيرين على متابعة هذه الليالي برغم زمهرير البرد القارس, إلا أن دفء هذه العروض المقدمة قد أضفى دفئاًَ حميماً, تفاعل معه الكبار قبل الصغار.
وهذه التبني الأنيق للوزير النشط هاشم هارون لفعاليات هذا المهرجان في أن يكون سنوياً, قد استقبله المهتمون بقضايا الطفل بكثير من الارتياح, لأنه يصب -كما جاء في شعار المهرجان- في أن الطفل هو الوحيد الذي يخاطب كل الناس وكل الحواس.
وكانت أبهى صور الاحتفال في ذلك التكريم الجميل الذي رد بعضاً من جميل لهذا النفر الذي أبدع أيما ابداع في مجال الطفل, من كتابة قصصية وشعرية وموسيقية, وكذلك في مجال الرسم للأطفال وتقديم البرامج لهم.
عموماً.. نشد على يد سودانيز ونربت على كتف الباشمهندس عز الدين على هذا العمل الراقي, ونأمل في أن يضمن هذا المهرجان ضمن فعاليات الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005م لأنه يعكس بصورة بهية ابداعات اطفال السودان.

ربما لن يفعلها الأطفال
الموسيقار الكبير محمد الأمين, والذي غادر حفل المهرجان بعد أن تغنى له الأطفال بأغنية (أقابلك بكرة في الموعد) شكل تذمره من ترديد الأطفال لأغنيته, علامات إستياء بالغة من جميع حضور الحفل, ونحن نتساءل بدهشة: أي عقلية لمبدع هذه , التي ترفض ترديد أحباب الله لابداعها؟!!
ربما.. بل أجزم.. أن الأطفال لن يفعلوا ذلك..

 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب