امرأة غاضبة!!

بقلم : نشأت الامام

 

زواج بالتقسيط ــ فكرة ــ لا يضاهيها فكر اي كان نوعه لا الفكر المتحضر ولا الفكر السايكولجي ولا الفكر المذوي ولا الفكر الرجعي الذي يوماً من الايام وقبل ان يأتي الديني الحنيف الذي هو دين الحضارات ودين الوعي والفكر والثقافة والاختراعات وهو الدين الذي حفظ للمرأة كرامتها وكينونتها وكبريائها وعفتها وحقها المعنوي والجسدي والمادي..

أنا لا اعرف اذا لم يكن حق المرأة محفوظ في الكتاب ولا في السنة ما الذي كان سيحل بها، لقد رحمها اهل الجاهلية بالدفن دون ان تعرف للحياة معنى ولا قيمة من يو ان ولدت ومن اول نفس لها كتموه ولكن ارى اخوتنا ورجال حمانا يخترعون الافكار ويحللونها ويجملونها بالالفاظ والديكورات التي تزين كلمة الاحتقار والاضطهاد ويحيطون هذه الكلمات بكلمات اجمل وارق يظهرون فيها انهم لا يكنون للمرأة الا الشعور الجميل ولكن المعنى الحقيقي الذي هو ايضاً ظاهر لا يخفى الا على الغافل او المتغفل وهو ليس بغافل ــ فكرة ــ مبرر حتى يجد من خلاله الاستاذ الكاتب مخرج ولكن لا .. تلك هي رغبته الحقيقية ورغبة كثيرين يريدون اضطهاد المرأة اكثر من هي عليه من اضطاهد وذل وضغوط والشئ الذي يخفى عليك ايها الرجل ان كل ذلك الاضطهاد بسببك انت كما ان كل العظمة التي انت فيها اليوم بسبب تلك المرأة التي لا تريدها ان تشكل ولو حيزاً بسيطاً في محيط حياتك التي هي كلها «مرأة»..

غريبة دنياك اليس كذلك ــ كما ذكرت لك آنفاً انت سبب الذل دعني ابدأها لك بالام تلك المرأة الحنون التي ان لم تجد الراحة مع الزوج الذي ان لم تختره برغبتها اجبروها عليها وان قبلت به ليس بسوي ايضاً تقبل به وهو بغير ذلك ومن المفترض ومن حقها الشرعي ان لم تجد معه ما تريده من راحة او اقل متطلبات الحياة ان تطلب حقها الشرعي وهو ابغض الحلال عند الله وهو ــ الطلاق ــ ولكنها ترفضه وذلك ايضاً بسببك انت الابن ـ من اجل ابنائي ــ ساتحمل المر والذل ، وان توفي والدك العزيز يا رجل اول ما تقوله لن اتزوج واترك ابنائي يعيشون كما المتشردين من هنا الى هنا وايضاً تضحي بحياتها وشبابها من اجلك ، الام زوجها مريض ومقعد تبحث عن العمل اذا لديها المؤهلات او اذا لم تتوفر فتبحث وتستغيث وتستنجد وها هي مرة اخرى تجد الذل والمعانة من اجل تعليمك وتربيتك.

انا اريد ان أسال ماذا تريدون ان تفعل المرأة من اجلكم ــ هي من تقدسك وهي من تحبك وهي من وهبتك الحياة والامل والطموح والمستقبل هي من وهبتك حياتك التي تعيشها اليوم وتتكبر فيها بقلمك عليها. هي الوحيدة امك المستعدة انت تفديك بعمرها كما تقول هي ..وهي مستعدة زوجتك ان تفديك بروحها وعيونها كما تقول كل امراة لزوجها. هي مستعدة اختك ان تعينك في تحمل مصاعبك وتدفعك بالامل والكلمة الطيبة.

ماذا تريدون ان تفعل المرأة اكثر من ذلك ان تباع بالتقسيط كي ما تلبي انت رغباتك وشهواتك ونزواتك التي تدلل بها بايات الكتاب وتفتتح بها عمودك..

الله لم يامر بذلك ولم يدعو لذلك واقول لك هنيئاً لك انت طرحت الفكرة والمرأة قبلتها كي ما تكسب وقتها وترى الفكرة النور حتى ما نعرف ما هي الفكرة القادمة وتدري ما هو رصيدها عندك اليس التعامل اصبح بالكم والارقام.. تريد ان تعرف الذي لا تريد ان تقدم لاختك اقل حقوقها ولا تريد ان تجزي امك التي مهما فعلت وفعلت فلن توفيها حقها.. هنيئاً لك الكفرة التي حباك الله اياها وجعلتك تخطف قلمك بسرعة البرق كي ما تدونها وتنشرها عبر الصحف والانترنت وتعتبرها انتصاراً لك ايها الرجل وتبخيساً لها..

وايضاً اقول لك ان تلك الفكرة يمكن ان تقرأ وتكون محل دراسة جدوى بالنسبة لك ايها الرجل وتصلون الى انها حلال مائة بالمائة فلقد سبقك الذين من قبلك واكدوا شرعية الزواج العرفي وعمل به واكدوا شرعية الزواج المؤقت وايضاً والزواج السري وهلم جرا اذاً فكن مطمئناً ستكون فكرة قابلة للتفكير اذا لم يكن اليوم فبعد سنين. ولكن اقول لك ردي لك اعتباراً لك وتقدير فانت ايها الرجل مهما بدر منك كبيراً لانك اخي من ابي ادم وامي حواء وحواء من تراب فتفكر..

تسابيح محمد علي

من المحرر:

أختي تسابيح.. نعتذر لأنفسنا قبل أن نعتذر لك ان كنا قصدنا تبخيساً او انقاصاً لقدر المرأة.. المرأة التي وهبتنا الحياة.. فعندما تعتبرين ما كتبنا يصب في تلك الخانة, وان التقسيط هو تقسيط للثمن الذي يجب أن نثمن به المرأة.. وعندما تطالبين بأن يكون الدفع -مقدماً- ثمناً للمرأة.. تكوني عزيزتي قد ظلمت نفسك, وظلمتنا معك, نحن نتحدث عن التعقيدات التي لا طائل وراءها وعن هذا البذخ غير المبرر.. وندعو الى تيسير أمر الزواج وتبسيطه, لأن المشاكل التي نتجت جراء ذلك التعنت في أمور الزواج أصبحت أكثر من أن نحصرها في هذه المساحة, والجميع يعلم ذلك ويرى ذلك رأي العين.

لذا فلو كان ما يدفعه الرجل في الزواج هو الثمن لتلك الزوجة, فقطعاً عزيزتي تسابيح لن يكفيني عمري ثمناً أدفعه راض كل الرضا لمن أحب.
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب