البعض يفضلها.. ساخنة

بقلم : نشأت الامام

 

كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول تفضيل بعض الرجال للزواج من صغيرات السن -دون السابعة عشر- وهو مذهب ليس بجديد, إذ كانت معظم الزيجات تتم في هذه السن وذلك في فترات ماضية, وحتى وقت قريب -تقريباً في العقدين الأخيرين للقرن المنصرم- كان هذا الزواج عادياً, وعند تجاوز الفتاة لسن العشرين ربيعاً كان ينظر لها وكأنها على أعتاب العنوسة..!

ولكن.. وبعد كثر من التطور في المفاهيم وبعد الوعي الذي أصاب المجتمع السوداني -ليس في مقتل- ونسبة للحالة الاقتصادية المتفاقمة الأزمات, أصبح أمر الزواج المبكر -للجنسين- أمراً ليس بالسهولة واليسر السابقين..

وإذا نظرنا لمسألة الزواج المبكر للفتاة -دون السابعة عشرة- نجد أن هنالك الكثير من الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية التي تتأثر سلباً بهذا الزواج المبكر..

فمن الناحية الصحية, نجد الفتاة في هذه السن ولم تكتمل بعد ملامح أنوثتها, وخاصة وان طور المراهقة يعتمد على نوع التغذية والمناخ وغير ذلك, ونحن في السودان نعاني -بشكل عام مع وجود استثناءات- من ضعف البنية, وبذلك تكون الفتاة في هذه السن لا تزال في طور المراهقة..

كما أن أجهزة الجسم المناط بها القيام بعمليتي الحمل والولادة تكون في هذه الفترة في طور النمو ولم تبلغ بعد كمال تهيؤها لاتمام هاتين العمليتين على الوجه الأكمل.. مما يُحدث مضاعفات لا طاقة لهذه الفتاة بتحملها, ويكون ذلك خصماً على صحتها وصحة جنينها.

ومن الناحية النفسية للزواج في هذه السن, نجد أن هناك عدداً من حالات القلق والاكتئاب عند من تزوجن في سن مبكرة, حيث أن هذه الفتاة ستجد نفسها أمام مسؤوليات الزواج المعقدة وهي لا تزال غير قادرة على تحملها, وتجد أنه ينقصها الكثير من المعلومات والمهارات, وبذلك تكون متقلبة العواطف والآراء ومازالت بحاجة الى تربية وتعلم, ويكون عطاؤها العاطفي ناقصاً ومرتبكاً, مما يؤثر سلباً على زوجها وأطفالها..

وزواج البنت في سن مبكرة مع وجود فارق في السن بينها وزوجها له انعكاسات ذات منشأ سلبي كبير على المجتمع, من شأنها أن تؤدي بأفراد العائلة نحو الانحرافات السلوكية وذلك نتيجة عدم تفهم الزوجين كلاهما للآخر, وتباين وجهات النظر لتباين فارق العمر بينهما.

لذا فاننا نرى أن الزواج يمثل حياة طويلة المدى وهو الفقرة المفصلية من بين فقرات المجتمع, فيجب أن تتوافر فيه كافة المقومات والمرتكزات الصحيحة التي يجب أن يبنى عليها البيت السعيد, ويجب أن نتيح لبناتنا فرصتهن من النضج والوعي, وذلك تفادياً ونأياً بهن عن مشكلات صحية ونفسية واجتماعية تكون خصماً عليهن وعلينا كمجتمع يجب أن يُبن] على الوعي والادراك..!
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب