قرني والرشيد

بقلم : نشأت الامام

 


الدراميان قرني والرشيد في افادات ملتهبة..

طلابنا يركبون العربات بالنكات

أسألوا التلفــــزيون عن «المصـــــارع»




.. هما كالتوأمان مع ثالثهما يحيى فضل الله، لم يظهرا في عمل فني إلا وكان النجاح حليفه، محمد عبد الرحيم قرني، والرشيد أحمد عيسى، سطعت موهبتهما معاً وامتدت المسيرة في مجال التمثيل وبكلية الدراما والموسيقى بجامعة السودان، التقيناهما وأخرجنا من جوفيهما هواءً ساخناً كاد يحرقنا ونحن

نسجل افاداتهما التي جاءت مثيرة.. لنتابع ذلك..




الآتي أجمل

* في البداية يقول الرشيد: نحن لسنا غائبين عن الساحة، ونعمل من خلال مجموعة النيل الفنية، ولدينا عشرات الأفلام والمسلسلات، فقط نحتاج لجهات داعمة لهذه الأعمال، وقبل ذلك تؤمن بما نقدمه من فن، وبقدراتنا وجديتنا في تقديم أنفسنا، لأننا طيلة تاريخنا حاولنا أن نقدم انسان السودان على طريقة الآتي أجمل، ولا يداخلنا شك في القيمة الفنية التي قدمناها في الماضي أو التي نسعى لها في المستقبل وفي اعتقادي نحن لم نعد نصلح لنكون موظفين، فوظيفتنا الحقيقية هي الابداع.



أسألوا التلفزيون!

وعن تلك الأعمال التي لم تعرض يقول الرشيد: باستمرار ظللنا نطرق الأبواب لتقديم ثلاثة من تلك الأفلام في رمضان الماضي ولكننا فوجئنا بأن التلفزيون القومي لا ينتج دراما، ويقوم بتحويلنا للمنتجين وهؤلاء يرفضون ما نقدمه لأنهم يفضلون «الاسكتشات» القصيرة لاضحاك المشاهدين فقط لأن «السوق عايز كده»..



ثورة جديدة

يواصل الرشيد حديثه بانفعال قائلاً: على ضوء تلك المعطيات قررنا أن نقف مع أنفسنا لخلق دراما نستطيع بها أن نتنافس ونصل إلى العالمية ولتحقيق تلك الطموحات قمنا بحمل فيلمين للتلفزيون «البومة» و«النعيم أفندي» وسلسلة «ناس وناس» و«الساقية الوسطى» وفيلم «الانقسنا» الذي يحكي عن أبطال الثورة المهدية، وكذلك سلسلة بالاشتراك مع شركة انتاج فني، وسنقدم كل ولايات السودان بلهجاتها المحلية والبداية بالشمالية وبلهجة أهلنا الدناقلة.



المصارع محبوس

وبحسرة يقول الأستاذ الرشيد أحمد عيسى: داخل علب التلفزيون يوجد لدينا فيلم باسم «المصارع» تم تصويره بجبال النوبة لعرض ثقافات ذات قيمة عالية وغير معروفة ونقوم من خلاله بتسليط الضوء على أحد المهرجانات الشعبية في الدلنج حيث يتصارع أبطال «19» جبل في منافسات حرة لاختيار بطل المهرجان، و«90%» من الفيلم تم تصويره وهو من انتاج التلفزيون، وقصدنا به الانتقال من الآفاق المحدودة إلى أخرى أرحب، ولتحقيق الأهداف المعلنة بابراز كل ثقافات الوطن ولكن أسألوا التلفزيون لماذا لم يتم عرض هذا الفيلم حتى الآن على الرغم من وجوده داخل العلب منذ «4»سنوات؟!

ويبين الرشيد أن أهم الأسباب التي أقعدتهم عن تحقيق طموحاتهم، غياب مدخلات الانتاج التي اضعفت همتهم لبلوغ ما يصبون اليه.



صامدون.. صامدون

محمد عبد الرحيم قرني يلتقط طرف الحديث ويقول: برغم كل ما ساقه الرشيد إلا أننا لازلنا صامدين، ونحاول التمساك، وانتجنا مجموعة أعمال، ولكن المحصلة أننا نعاني، وذلك لأن أعمالنا لا تعجب المنتجين، لأنها بعيدة عن «السوق»، والسوق يطلب النكتة السريعة والتهريج باسم الدراما، وهذا ما ملأ جيوب من يقدمون ذلك النوع من الدراما بالدنانير، ويهملون الأعمال الجيدة، وللأسف التلفزيون يتعامل مع الدراميين كمهرجين لفترة بعد الافطار، ونحن نبحث عن دراما جادة تلفت نظر العالم إلى السودان.

ويضيف قرني: ونحن معنيون بانتاج دراما حقيقية ونحن موجودون في الاضابير لهذا السبب لأنه لا توجد رؤية ثقافية حالياً.



طلابنا يركبون العربات

طلابنا الذين يقدمون الاسكتشات يركبون الآن عربات ونحن نسير على أرجلنا حتى الآن.. والسودان مستهدف وتفتح التلفزيون وتجده يقدم «نكتاً» فأين قضايا الوطن، ونجد الآن دولاً حتى السعودية تقدمت وعالجت سلسلة «طاش ما طاش» الكوميدية العديد من المشاكل التي تعج بها المملكة ونحن لازلنا في مرحلة التلقي فقط، ودعوتنا للمسؤولين بالوزارة والقنوات الفضائية والمنتجين بأن يلتفتوا للأعمال الجادة التي تبقى، وسيذهب الزبد جفاءً.



 

نشأت الامام

14/11/2007

 

راسل الكاتب