أبو ذر عبد الباقي

بقلم : نشأت الامام

 

مع بين الخليل وسعد الدين والشباب

أبو ذر عبد الباقي: لهذا أراهن على «صباحك رباح»!!

حوار: نشأت الإمام

منذ العام 1997 انضم لفرقة عقد الجلاد، وشارك بفعالية ضمن عقدها الفني النضيد، فموهبة التلحين التي حباه الله بها، مكنته من اخراج الكثير من الأغنيات في أبهى حلة، لكن في العام 2004 ابتعد عن الفرقة، وآثر أن يعمل لوحده، إذن هي ثلاث سنوات قضاها أبو ذر عبد الباقي ينتقي فيها بعناية ما يود تقديمه، مستفيداً من خبرات كثيفة استقاها خلال فترته مع عقد الجلاد، نافثاً فيها من روحه الابداعية، وبصمته المتفردة ما يعضد به أعماله الخاصة.. أبو ذر أكمل تسجيل ألبومه الأول «صباحك رباح» الذي احتوى على أغنيات تنقل فيها أبو ذر من بيدر لآخر في حدائق الايقاعات السودانية، واعتمد فيها طريقته وفهمه الخاص للموسيقى.. إذن دعونا نستعرض ما دار بيننا وأبو ذر حول هذا العمل الجديد..


ردة فعل

ابتعاد أبو ذر عن عقد الجلاد بعد كثير من نجاحات حققها معها، جعل أبو ذر يتريث كثيراً قبل طرحه لأعماله الخاصة، على الرغم من أن تعاونه الفني امتد لعدد من الفنانين خارج عقد الجلاد، فقد كان يلحن لكثير من الفنانين الشباب، لذا آثر أبو ذر التريث قبل طرح أعماله الخاصة، ويقول أبو ذر عن ذلك: لم أشأ أن أبدأ مباشرة بعد ابتعادي عن عقد الجلاد، وذلك حتى لا تبدو هذه الخطوة وكأنما هي ردة فعل لابتعادي عن عقد الجلاد، ويضيف: النجاحات التي حققتها من قبل ألقت على مسؤولية جسيمة، لذا كان لابد من التروي، وسلامة الانتقاء فيما أود طرحه للجمهور..

مهمة اشرافية

شركات الانتاج الفني تتعامل مع الألبومات المطروحة وفق وجهة نظر السوق ومتطلباته، فتتدخل في اختيارات أغنيات الألبومات التي تنتجها، لكن في تجربة أبو ذر لم تركن الشركة إلى الأعمال المسموعة حتى تضمن نجاح الألبوم، انما اعتمدت على اختيارات أبو ذر ووثقت بها، ويذكر أبو ذر عن ذلك: مهمة الشركة المنتجة لألبومي هي مهمة اشرافية، حيث قاموا بتسخير كل معينات العمل، دونما تدخل مخل بما أود طرحه، وهذا نهج جعلني مرتاحاً لما أقدم، دونما أن يفرض علىّ ترديد أغنيات بعينها وفق عمليات الانتاج التقليدي..

ألوان متعددة

تنقل أبو ذر في مساحات ايقاعية واسعة، وتعامل كذلك مع طيف متعدد الألوان من الشعراء، إذ أن الأغنية التي يحمل اسمها الألبوم «صباحك رباح» للشاعر سعد الدين ابراهيم، وأغنيتا «إنسان، والله يخليك» لمحمد فاضلابي، ومن الشمال كانت أغنية «الجن» للشاعر أبو بكر الشايقي، وهناك أغنيتان لأبو ذر نفسه «قولا تاني، ومتين ألقاك»، وفي اعادة بعث لدرر الأغنيات غنى أبو ذر «بين جناين الشاطئ» لخليل فرح، وعن هذه الأغنية يذكر أبوذر: تعاملت مع اللحن بنفس الطريقة التي قدم بها، وحتى «الكورس» راعى بساطة الأداء حتى لا نجنح بعيداً عن شكل الأغنية الأصلي، مع اضافة الموسيقى بطرقها الحديثة، كذلك استعنا بصوت الخليل كخلفية في أغنية صباحك رباح، وربما هذا يعرف الأجيال الجديدة على شعراء ذوي قامات سامقة في سماء الأغنية السودانية.

مصيدة التكرار

الألحان التي قدمها أبو ذر تنوعت ايقاعاتها، برغم من قيامه بتلحينها بنفسه، لم يكن هناك تكرار أو تشابه، انما تنقل رشيق قام به ابوذر، وعن ذلك يقول: أقوم بالتلحين منذ زمن طويل، ولم أحس بأنني وقعت في مصيدة التكرار، فأنا أضع الألحان، ومن ثم يقوم شخص آخر بوضع التوزيع الموسيقي، بل حرصت على ادخال ايقاعات متباينة كلياً، خاصة في هذا الألبوم، لكن هناك خيطاً حميماً يجمع بينها، ويرى أبو ذر أن السودان لم يكتشف بعد، اذ هناك الكثير من الايقاعات المدهشة التي لم يتم تناولها حتى الآن، ويقول: هذا البلد بحاجة لمن ينقب في كنوزه الايقاعية، فهي بلا شك تحمل الكثير من الأحاسيس المدهشة، لكن لم تكتشف بعد..

بساطة موسيقية

رهان أبو ذر في أعماله يكمن في أن بعضها أصلاً مسموع من قبل، عبر الاذاعات الخاصة التي بثت عدداً من أعماله، إذن هي معروفة لدى المتلقي، وكذلك النصوص المنتقاة هي من مجمل الكلام اليومي والمأثورات الشعبية دونما تعقيد، وأيضاً يراهن أبو ذر على طريقته التي أعتمدها في مجمل تصوره للأعمال المقدمة، فهناك نفس عالمي تحسه في التنفيذ الموسيقي برغم بساطته، ووجهة نظره في ذلك تتمثل في أن الثقافة عالمية، لذا يعد التقارب في الأفكار الموسيقية سمة أضحت مميزة لكل الأعمال المنتجة مؤخراً على مستوى العالم، وهذا يعد أحد أعمدة نجاح الأعمال..

احساس قريب

اعتماد أبو ذر على الموسيقيين الشباب ربما يحمل بعض المدلولات، والتي يراها أبو ذر تتمثل في الحماس الكبير الذي يحمله هؤلاء الشباب تجاه ما يقدموه، اضافة لاحساسهم وفهمهم القريب منه، لذا كان هناك تجانس وتصميم كبيرين في تقديم رؤى هذا العمل بشكل جديد وجذاب ويناسب مختلف الأذواق، مع الأخذ في الاعتبار وضع بصمات مغايرة لما يقدم من موسيقى الآن في السودان، وكذلك مهندس الصوت الذي يشرف على الألبوم ربما يعد الأصغر في السودان، إذ لا يزال في بداية العشرينات، مما يخبرنا أننا أمام تجربة جديدة في كافة جوانبها، حتى من ناحية التنفيذ..

تجربة مكتملة

لم يتوقف أبو ذر عند هذا الحد، بل يقوم بتجهيز أغنيتين مصورتين، تبث احداهما على قناة «هارموني» التي تبنت الفكرة، ويوضح أبوذر قائلاً: الأغنيات المصورة أصبحت فناً قائماً بذاته، ولا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي تضطلع به في نشر الأغنيات والتعريف بها، لذا كان لزاماً أن تصبح التجربة مكتملة بكل الجوانب، لذا رأيت أن نقوم بتصوير بعض أعمال الألبوم ومن ثم تطرح للجمهور تزامناً مع طرح الألبوم.





 

نشأت الامام

21/06/2007

 

راسل الكاتب