الله يسلمك..
بقلم : نشأت الامام

 



دوما يكون العمل الفني نتاجاً لعدة مواقف وأحداث ومجريات في عالم الفنان، أو هو عبارة عن مخزون من الثقافات المتراكمة تختزل بذات الفنان وتؤثر في أعماله، وعند ولادة أي عمل فني يسقط الفنان نفسه داخل نفسه ليبحث في ذلك العمل المخزون، ومن ثم يخرج العمل الفني بمختلف أشكاله آخذاً معه اشارات كثيفة من بيئة الفنان التي نشأ وترعرع فيها..

فنرى أن الأم حاضرة بكل حنانها وعطفها ومكانتها المقدسة في كثير من النصوص المغناة في الفن السوداني، وذلك مرده للارتباط الوثيق للفنان ببيئته، لا سيما ونحن نستقي ثقافتنا وموروثنا من الحضارة الإسلامية، التي بجلت الأم واحتفت بها غاية الاحتفاء..

لذا نجد أن التغني للأم كان جنباً إلى جنب مع الأغنيات الوطنية والعاطفية، وغيرها من ضروب الأغنيات، وإن كانت أغنية التيجاني حاج موسى «أمي الله يسلمك» هي الأكثر تواجداً، لكن هناك أيضاً الكثير من النماذج الأخرى، مثل أغنية أمي:

أمي يا أجمل كلمة بقولا

يا أحلى نشيد.. يا نغمة جميلة

وفي الغربة حينما تعربد الأشواق، تصبح الأم هي وحدها الملاذ الآمن والباعث على الطمأنينة، فها هو فنان الشايقية محمد جبارة يستنجد بعفوها ليقيه وعثاء السفر والزمن:

يا يمه رسلي لي عفوك/ينجيني من جور الزمان

ومحمود تاور، يجعل من شوقه لها رديفاً لشوقه للوطن:

يمة البريدا الشوق غلب/ليك يا حبيبة وللبلد..

أما الموصلي، فهو يقف على بساط الريح دونما وضع لعنوان أو كتابة لاسم انسان ويبعث رسالته لأمه:

بكتب ليك رسالة طويلة من دمي/ أقالدك فيها يا أمي /وأضمك ساعة في حضني

والذين احتفلوا بعيد الأم الأربعاء الماضي، لا تثريب عليهم وهم يحاولون تخصيص يوم لها في العام، لكنا نرى أن كل بسمة وكل كلمة منها هي عيد لنا، وكذلك ما نقدمه لها في كل يوم -مهما تضاءل- فهو عيد وتعبير عن امتناننا لها، ففي كل يوم نحتفل بها ومعها، لأن هذا ما أوصانا الله به، فلا حاجة ليوم نخصصه لذلك، ودعوانا لها كل صباح:

أمي الله يسلمك

ويديك لي طولة العمر

في الدنيا يوم ما يألمك






 

نشأت الامام

07/06/2007

 

راسل الكاتب