عن الحب.. وعيده
بقلم : نشأت الامام

 



.. وليت فاروق جويدة كان بيننا ليشهد كيف سخت أزهارنا في هذا الشتاء، ونفت عن نفسها صفة البخل، وتشهد على ذلك صفوف من الجنسين تراصت يوم الأربعاء الماضي أمام محلات «تمارا» وغيرها من محلات الأزهار.

أحمر.. أحمر.. لا شيء سوى اللون الأحمر، هكذا تزين الجميع ابتهاجاً بعيد الحب، فغدت شوارع الخرطوم وشواطئ نيلها ميادين حمراء يحسبها الرائي -بحسن ظن، احدى تجمعات الحزب الشيوعي السوداني، أو مؤتمراته التي أضحت نادرة..

فبين «مطرقة» الفضائيات و«سندان» الاذاعات وهابط الغناء، تعاني ثقافتنا وموروثنا السوداني الأمرين، وتبدأ في الدخول للحالة الثانية من حالات المادة، وهي «السيولة»، قبل أن تنتقل إلى المرحلة الأخيرة «الغازية»، التي سرعان ما تتلاشى في الفراغ..

ذلك لا لشيء ، سوى استبدالنا لـ«حجا الحبوبة» بكليبات «روبي » الساخنة، وبدلاً أن نحكي لأطفالنا عن «فاطنة السمحة» و«المك نمر»، تركنا أسماعهم نهباً لـ«العنب العنب»، و«اطبطب، وادلع»، فدلفت «بغلة» «استار أكاديمي»، في عمق «ابريق» مباديء وأفكار شبابنا.

والمتأمل لمحلات بيع الكاسيت يجد نزوعاً وشغفاً بألبومات خاصة تصدر في هذه المناسبة، وتحوي معظمها أغنيات تم اختيارها بعناية لتتلائم وهذه المناسبة، مع بعض الأشعار التي في أغلبها للعاشق الدمشقي نزار قباني.

وفيما يشبه الصرعة تجد التجاوب الكبير لما يقدم، تماشياً مع «عيد الحب»، فتكثر عادة تبادل الهدايا بمختلف أشكالها، مع التركيز على اللون الأحمر.

وكما الأصل في الأشياء الاباحة، لا يشذ عيد الحب عند من يحتفلون به عن ذلك، فكل شيء مباح، لأن من سنوا هذا التقليد تخليداً لذكرى «القديس فالانتاين» لم يحرموا شيئاً، ومن يتبعونه ويمجدونه، من باب أولى ألا يضعوا خطوطاً حمراء، بل مجرد ورود حمراء.. يمكن تجاوزها بيسر!

أعزائي.. الحب أجمل من أن نؤطره بلون، وأسمى من أن نحتفل به في يوم.









 

نشأت الامام

22/02/2007

 

راسل الكاتب