* دوماً يتراءى لنا «ضيق النفس» السوداني ونحن نتابع الكثير من النشاطات في مختلف مناحي الحياة، فنرى حماساً وثاباً حين الشروع في تنفيذ الخطط والأفكار، لكن ومع تقدم الوقت، نلحظ أن مجمل الخطط الطموحة المعلنة لم تصل إلى مراحلها المنوط بها الوصول اليها..!

* والفن ليس بمنأى عن ذلك، فما هو إلا وجه من وجوه الحياة السودانية، بكل ما تحمله هذه الوجوه من تفاصيل، لذا فالكثير من الأفكار التي تطرح، تذروها رياح النسيان والتباطوء، إلى أن تصبح نسياً منسياً..!

* والأفكار التي نحن بصددها، هي ما أعلن عنها الأستاذ بابكر صديق عن ايجاد الدعم اللازم للمتفوقين في مسابقات برنامجه الناجح «نجوم الغد» وأول غيث هذا المشروع كان عبر اعلان تبني قناة النيل الأزرق لهؤلاء المواهب وتقديم تسجيلات خاصة بهم..

* وهذه المواهب الفطرية لدى هؤلاء المبدعين، إذا اكتشفت في وقت مبكر، وتناولتها أيد خبيرة وتعهدتها بالعناية والرعاية، فإنها ستصقل ويصبح لها شأن كبير، أما إن لم تتم العناية بها، فانها ستضمحل وتفنى، ويصبح صاحبها مثيلاً لغيره من المغمورين، ويفقد المجتمع بذلك هذه المنحة الإلهية التي قدمت لهم ولم يحسنوا استغلالها..

* نؤكد أولاً أن التعريف الوسيم الذي قدم به البرنامج لهؤلاء النجوم، لا نشك مطلقاً في أنه أدى رسالته على أكمل وجه، فألف الناس هؤلاء النجوم وأصاغوا لهم السمع، بل وتفاعلوا معهم عبر الحلقات التي شهدت أوج المنافسة بينهم..

* لكن.. هل انتهى دور القناة عند هذا الحد..؟ وهل اكتفت القناة بهذا الدور الذي قامت به وأخرجت لنا من لدنها ساعات من المتعة عبر زمن بث هذا البرنامج..؟

* بالتأكيد الاجابة.. لا، فهي -القناة- مازالت تقدم الواعدين، وتتابع مسيرتهم الفنية، وتحتفي بأعمالهم الخاصة، مثلما حدث في عيد الأضحى السابق حينما قدمت تجربة سارة النور عبر أعمالها الخاصة، ومن قبلها الشاب سعد..

* لكن للقناة أيضاً نشاطاتها الأخرى، وميزانياتها المحدودة، فلابد من تضافر جهود الكثير من المعنيين بالأمر، وعلى رأسهم شركات الانتاج الفني، فهذا العمل يجعلها تثبت للجميع أن خدمة الفن من أولوياتها، وليس الربح المادي فحسب، فتجربة ألبوم «الشاب سعد» نعتقد أنها كانت ناجحة، وعلى نسقها نريد تجارب أخرى لهؤلاء النجوم حتى لا يأفل بريقهم، وينزووا في غياهب النسيان.. تاركين من خلفهم علامة استفهام كبرى تسأل عن هذه المواهب، في زمن العثرات الفنية..





 

نشأت الامام