بعدك الأيام حزينة..
بقلم : نشأت الامام

 

بعدك الأيام حزينة..

خوجلي عثمان

ســنوات علـى

رحيل شهيد الفن

الخرطوم: الإمام

خوجلي عثمان، شهيد الفن الذي رحل جسداً وبقي فناً وابداعاً ومعنىً، الحديث عنه وعن فنه لم يكتمل حتى الآن، لذا كان اختيار المجلس القومي لرعاية الثقافة والآداب لخوجلي في أمسية الأحد من الأسبوع الماضي، ليتم بعض من تكريم لذكراه.. إذاً لنتابع أشتاتاً من نفحات الفنان خوجلي عثمان في تلك الأمسية التي أمها لفيف من الفنانين والموسيقيين والشعراء وأسرة الفنان..

كان حال الحضور يقول:

بعدك الايام حزينة

شايلة كل الدنيا آهة

لا صباح طلاها بعدك

لا حنان الريد غشاها

وبذات الكلمات افتتحت ليلة تأبين الراحل خوجلي عثمان الذي ما زالت كلماته باقية تتردد في كل المواسم وتدلل على خلود اعمال الراحل.. واغنية «اسمعنا مرة» خير شاهد على الامر.

الذكرى الجميلة للراحل خوجلي تحدث عنها الموسيقار عبد اللطيف خضر «ود الحاوي» وعن لقائه الاول به قال انه كان قد جاءه طالبا لحنا.. واسمعه عدد اًمن اغنياته وقبل ان باعجابي بصوته جاءت والدتي التي كانت تسهر وسمعت من قبل غيره من الفنانين الذين كانوا يترددون على المنزل دون ان تولي ذلك كبير اهتمام لكنها جاءت في مكان جلوسنا انا وخوجلي وقالت له يا ولدي انت والله فنان!! وقال ان لحن «اسمعنا مرة» هو ثمرة ذلك اللقاء واشار الى ان خوجلي قد اعطى الحانه «75%» من النجاح فهو ذو اداء رائع وملئ بالشجن ويحملك معه دوما الى عالمه الرائع حين يغني.

وتغنى في تلك الامسية الفنان الشاب رائد ميرغني برائعة الراحل حسن الزبير «ما بنختلف»: وعلى الرغم من جمال صوت المغني الا ان الاذان قد بذلت جهدا مقدرا في تبيين بعض الكلمات والمقاطع.

الشاعر عبد القادر ابوشورة التقته «الرأي العام» فتحدث بشجن عن خوجلي ورحيله السريع، مبينا ان خوجلي من الاصوات التي كانت عليها آمال معقودة وعند ظهوره في مهرجان الثقافة الاول ميزه ذلك النقاء في صوته وهذا الشجن الذي يختص به دون كثير من الفنانين.. فهو بطربك ويحزنك بفرحك ويبكيك في وقت واحد.. كما برع خوجلي في عزف العود وبلغ في ذلك شأواً بعيدا، كان كالزهرة التي نكتفي بعبيرها وجاء الريح فأخذها بعيدا عنا:

نحنا المشاعر جنات حبيبة

بسمتنا راحة وعالمنا طيبة

دايرين عيونك تصبح قريبة

انسابت هذه المقاطع عبر موسيقى الفنان حافظ ابراهيم الذي طوع الموسيقى كلمات رددها جميع الحضور وهو يعزف على آلة الفلوت هذه النغمات مشاركا بها في الامسية.

الشاعر سعد الدين ابراهيم تحدث عن الشاعر حسن كمبال «الملامة» مشبها اياها بالراحل نفسه، فهو رجل لطيف المعشر، بشوش على الدوام وكانت الابتسامة لا تفارقه.. وكان صدره متسعا لتقبل النقد بل كان يحترم النقد الموضوعي الذي يوجه اليه كفنان ويحتفي به ايما احتفاء.

ونيابة عن اسرة الراحل تحدث الاستاذ عمر عثمان خوجلي معددا مآثر الفنان الراحل وقرأ قصيدة في رثائه وكذلك تحدث الامين العام للمجلس القومي لرعاية الآداب والثقافة عن هذه الامسية- والتي اطلق عليها « يا مشرقة» والذي سوف يكون نفس الاسم لليلة التي سبقها المجلس لاحقا على شرف الراحل خوجلي عثمان.

وفي ختام الليلة وبعد اغنيات توالت تباعا تحدث الفنان د. عبد القادر سالم قائلا: انه كان يتصدى لقضايا زملائه دوما وكان شغوفا باصدقائه وكل من حوله.. وفي الختام ترحم عليه داعيا المولى عز وجل ان يثيبه بهذا الجمال الذي تركه من بعده.











 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب