الكبير.. كبير
بقلم : نشأت الامام

 




بعد اعلان مكثف واشهار ضخم للبرنامج الذي وضع توقيته في ميدان التحرير أكبر ميادين العاصمة المصرية القاهرة، بدأت مطلع هذا الأسبوع حلقات برنامج هالة سرحان الذي سجل مع النجم عادل امام، وقسم البرنامج على ثماني حلقات تنتهي الاربع الأوائل منهن اليوم، ليتوقف ويبث مطلع الشهر القادم ما تبقى منه..

الاستقبال الملوكي والذي بدأ من خارج الاستديو، والتحية التي ملها حتى عادل امام نفسه من الجمهور الذي كان يرتدي زيّاً موحداً ، ووقوف هالة سرحان تصفق قرابة الدقائق الخمس والزعيم جالس، ترينا كيف أن الكبير يبقى كبيراً، فكم شاهدنا من قبل د. هالة تستضيف عدداً من نجوم الفن، لكن ليس بهذا الزخم الذي أعدته للزعيم، كيف لا.. وهو رئيس جمهورية الضحك المتوج على أفئدة الملايين على امتداد الوطن العربي..

عادل امام برصيد يتجاوز المائة فيلم، و«7» مسرحيات عرضت لسنوات وسنوات، وحب لا يُقدّر في قلوب الناس، فهو فنان صاحب نجومية ظل بريقها لأكثر من ثلاثة عقود بنفس الوهج والتألق..

لإمام آراؤه الجريئة تجاه قضايا وطنه، ولم يكن منفصلاً عن الأحداث يوماً ما، بل كان من موقعه الرسمي، «سفير الامم المتحدة للنوايا الحسنة في شؤون اللاجئين» وموقعه الشعبي والدور الذي ظل يلعبه في أفلامه، ظل في كل ذلك مهموماً بوطنه، وبأبناء شعبه، يقدم لنا من لدنه أدباً وفناً نادراً، فالضحك عنده ليس من أجل الضحك فحسب، بل وراء كل ضحكة فكرة، بعيدة في معناها وجميلة في مؤداها..

وكما يقول الناقد المصري طارق الشناوي: عادل امام يملك حضوراً طاغياً لا يستطيع أحد أن يحيله إلى أسباب موضوعية، فهذه منحة إلاهية لا تفسير لها، فلا يمكن علمياً وموضوعياً أن يستمر نجم على القمة ربع قرن من الزمان، الجمهور دائماً ما يتغير ويختلف تذوقه من جيل لآخر، لكنه لم يختلف قط على عادل امام. انتهى

إذن سادتي ترون كيف أن القمم الفنية يستحيل أن تتحول إلى سفوح.. لكن من يعطنا التعريف الدقيق للقمة؟ فكل يوم يطل علينا عشرات النجوم، بدعم إعلامي وترويجي ضخم، لكن يبقى الفن الأصيل دوماً، لا يزيده الزمان إلا تعتقاً ومهابة، والكبير يظل دوماً كبيراً..

بعض الرحيق

على نسق برامج الداعية عمرو خالد، ولست أقصد هنا تقليداً، لكن الحضور الجماهيري المتفاعل مع البرنامج، قدم تلفزيون السودان يوم الجمعة الماضي حلقة من البرنامج الديني «الرحيق المختوم»، واللافت هو التجهيز الجيد لاستديو التسجيل، وحركة مقدم البرنامج د. عبد الرحمن محمد علي، وهذا الجمهور الذي يتابع في خشوع من داخل الاستديو، فتابعنا بكثير من التشويق ما كان يقدم، مصحوباً بعروض لشاشات خلفية تبين بعض الصور لما كان يتحدث عنه مقدم البرنامج، وهذا نعده نقلة كبيرة تسهم لحد كبير في جذب جمهور عريض يحتاج لنوع من الحركة داخل البرامج الدينية، ولا نعني بذلك أن البرامج الأخرى تعانى رتابة في الطرح، لكن لكل جمهوره..

نتمنى أن نشهد مزيداً من البرامج التفاعلية والتي تجعل من المشاهد عضواً فاعلاً في انتاجها، فهذا حتماً مدعاة لخلق مزيدٍ من التواصل بين البرامج ومشاهديها.




 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب