توارد خواطر.. ربما!!

بقلم : نشأت الامام

 

* يعرف توارد الخواطر بأنه نوع من الاتصال الفكري والروحي بين شخصين -وربما أكثر- ونجده على نطاق واسع في الموسيقى والادب والفكر السياسي والاجتماعي، بل أنه ينتشر في الحياة العامة على نطاق واسع، وفي بعض البحوث العلمية قبل عصر المعلومات وسرعة انتقال المعلومة، نجد كثيراً من العلماء توصلوا لنفس الاكتشافات بنفس الطريقة، في نفس الوقت.

* وهذا التوارد نجده في الفنون وخاصة الشعر منذ قديم الزمان، وقد يختلف الناس حول تسمية التشابه هذا، فالبعض يعرف التشابه في المنتوج الابداعي على أنه توارد خواطر، وفي درجة أخرى يسمى اقتباساً، أما في آخر درجاته فيسمى سرقة أدبية، وربما يحدد نوع التسمية الزمن الذي تم فيه انتاج العمل ذي الدلالات المشتركة، وبعد ذلك تأتي مقدرة الشاعر -إذا اخذنا الشعر كمقياس- على النظم بعيداً عن شبهة الاقتباس..

* يقول امروء القيس في معلقته:

وقوفاً بها صحبي على مطيهم

يقولون لا تهلك أسىً وتجمل

ويقول طرفة بن العبد:

وقوفاً بها صحبي على مطيهم

يقولون لا تهلك أسىً وتجلد

* إذن نرى الاختلاف في النص كان في حرفين فقط، وفي الدلالة المعنوية كان التطابق كاملاً، ومن المعروف أن الشاعرين عاشا في فترة زمنية متقاربة حتى أن بعض الباحثين يؤكد أنهما عاشا في نفس الفترة دون أن يلتقيا، ومن المسلم به كذلك أنهما من فحول شعراء العرب، إذن هما ليسا بحاجة للاقتباس وبالتالي تنتفي شبهة السرقة مهما، ويبقى الأمر توارداً للخواطر..

* وما ساقنا لكل ذلك التعريف أن بعض وسائل الإعلام أصبحت في الآونة الأخيرة تقتبس أو (تسرق أدبياً) مواداً وأفكاراً برامجية من قنوات وصحف أجنبية، أو حتى عربية، ويبدأ كل (مقتبس) في محاولة منافسة الآخر، دونما اجتهاد ملحوظ، فقط تغيير طفيف في بعض المحاور، وفي ديكور بعض الاستديوهات..

* ليس هناك أي اجتهاد، أو فتح آفاق جديدة للحوارات، إنما تكرار لنفس المحاور والأسئلة، في زمن بث أو كتابة مختلف، ومع اسم مختلف.

* نحن نتساءل حول الكيفية التي يتم بها اعداد البرامج، وعلام تعتمد في محاورها التي تطرحها؟، علماً بأنه من البدهي أن تكون هناك قراءات حول ما يراد اعداده، ولكن أن يتم نقل بعض ذلك حرفياً.. لا أعتقد بأن ذلك يعد عملاً موفقاً..

* بناءاً على ما سقناه لتصنيف التسميات لمثل هذا (التوارد) أختر الاجابة الصحيحة، وأرسلها بالبريد، أو عبر الهاتف، وان شئت فباليد، لكل من تراه يكرر فكرة رأيتها أو سمعت بها من قبل!





 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب