مذكرة ضافية.. ولكن!

بقلم : نشأت الامام

 


لا شك أن طغيان الوسائل السمعية والبصرية في الآونة الأخيرة انسحب سلباً على الدور الذي كان يقوم به المسرح خلال العقود الماضية، هذا الطغيان أضفى على الوعي وعلى الذوق شيئاً من الرتابة -إن لم نقل التقهقر- في تلقي العروض المسرحية والإقبال عليها.

ومقولة: (أعطني مسرحاً.. أعطيك أمة)، هي من مأثور القول اليوناني، فالمسرح وابرازه كموروث إنساني وحضاري وتعدد مصادر مصنفاته يعد بلا شك مرجعاً ومؤشراً تنموياً مهماً للأخذ به عادة للارتقاء قدماً بمرتكزات نهضة الشعوب وازدهارها عبر التاريخ.. بل وإلى اليوم!

نرى الآن بوادر لارساء آلية حقيقية وجادة من شأنها الإعلان عن مخاض ولادة مسرح متكامل، ترتكز فكرته حول ايمان الحركة المسرحية بدورها في انتاج فن يهتم بقضايا الوطن وهمومه..

وذلك عبر مذكرة التفاهم التي وقعها وفد المسرح القومي مع وزارة الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة، لتأتي هذه الخطوة «كوة» من انتباهات وسط «ظلامات» من الاهمال الذي طال العمل المسرحي في الآونة الأخيرة!

وإن تمعنا في محاور المذكرة، نجد أنها تمثل خيراً عميماً لمسرح الولاية، والذي تم اعتباره -وفق بنود المذكرة- امتداداً للمسرح القومي، وهذا يترتب عليه الكثير من الدعم الذي يقدمه القومي للولائي، وتتمثل بعض نقاط الدعم في انتاج عدد من الأعمال لفرق الولاية، وتقديم الخبرات، وتأهيل الكوادر المسرحية من خلال توفير بعض المنح الدراسية داخل وخارج السودان، وتسهيل المشاركة الإقليمية، والدعوة لاقامة مهرجان مسرحي سنوي بمسرح الجزيرة..

إذن هذه البنود التي وردت في المذكرة، نرى أنها قرارات جمالية تحمل العمل المسرحي إلى رحاب أكثر اتساعاً، وإلى مراقٍ بعيدة تخول له لعب دوره الأكمل تجاه مجتمعه، فرقي الفنون بصورة عامة يعني أن المتلقي لهذا الفن، ارتقى بدوره أيضاً!!

نأمل أن تشهد الفترة القليلة القادمة حراكاً متقداً قوامه الجدية والاجتهاد في خلق واقع جديد للعمل المسرحي بالجزيرة، وغيرها، لكنا نخشى أن ينتهي الحلم بانتهاء مراسم التوقيع، وأن تصبح المذكرة «الضافية» كغيرها من التوصيات التي ترفع للمسؤولين، وتضحي أدراج المكاتب العتيقة، مستقراً لها..

نخشى ذلك!!







 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب