لمن نكتب الصفحات؟

بقلم : نشأت الامام

 


·ـ حفل شهري لفنان، ثمن الدخول اليه، حكر لمن استطاع إليه سبيلاً..

·ـ أربعة منتديات، إثنتان منهم شبه معطلة بجوار قصر مشيّد.

·ـ ثلاث مسرحيات، إحداها تعرض الآن والأخريات في طور الاعداد، ربما تموت بسكتة الدماغ التمويلية..

·ـ إذاعات الـ FM غارقة حتى أذنيها في أغنيات الجسد الفطيرة، مقابل (جلسن شوف يا حلاتن) الرسمية!

·ـ مثلث الشاشة التلفزيوني ـ الفضائية، النيل الازرق والخرطوم ـ لا تغري عيناً بالمشاهدة..

·ـ المسرح القومي لم يبق للقائمين عليه من خيار سوى تأجيره لحفلات الزفاف، أسوة بنادي الفضائية..

·* مشهد ثانٍ:

· كلما انتكست الرياضة السودانية ببلوى ـ وما أكثرهن ـ يفتح المدافعون عنها دفاترهم القديمة ليتحدثوا عن عصرها الذهبي الذي كان، مقابل الحقيقة الماثلة للعيان:

·السودانيون لا يلعبون الكرة إلاّ على صفحات الصحف التي تفوق في جملتها ما يصدر في البرازيل، سيدة الكرة العالمية..

·* النص:

·كلا المشهدين يحملان مسحاً أولياً للواقع المزري الذي نعايشه الآن، فالحياة لا تتجزأ، الكل مرتبط بالكل، المشهد الثقافي، الفني، الرياضي، الاجتماعي، الاقتصادي، كلها ترتبط وثيقاً بالمشهد السياسي، فعرى التواصل بين كل هذا لا تنفصل..

·أكثر من أربعين صحيفة يومية واسبوعية، يحتوي معظمها على ملف فني، وعلى أقل تقدير صفحة فنية، كلها تدور في فلك بعض من شذرات ونثارات فنية هنا وهناك..

·ثم أين هو القارئ المستهدف من جملة هذه الصفحات؟ هل هو المسؤول الذي لا يجد من وقته ما يقتطعه لمتابعة مايعتبره ترفيهاً ليس إلا، أم هو محمد احمد الذي يكابد بشق الأنفس أن يجعل ما يسد رمقه هو الهدف من شروق كل صبح جديد؟ أم هو جيل الشباب الذي اخذته العولمة بعيداً عن كل منتج محلي. ولو كان لحناً جديداً يترنم به الفرعون السوداني..؟

·سادتي..

·ما لم نستصحب معنا فعل الثقافة والفن في حياتنا العادية كمكون أساسي في بنائنا الشخصي ، فستظل هذه الفنون كماليات ينظر البعض إليها شذراً، اذ ما زال الكثيرون الآن يتعاملون مع الفن على انه ترف، وهؤلاء ربما نعدهم أحسن حالاً ممن يرون أنه (رجس من عمل الشيطان)، فيجتنبوه.. ويجاهدون في أن يجعلونا (نجتنبه)..!!

....................












 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب