الشمس (تشرق) من هنا

اوراق اليمام - نشات الامام

قبل الشمس شروقك بطلع..

وشمس الدنيا تقيف ترجاك

وانت الشمس العالي مقاما

وانت صباح أيامنا غناك

لا أعتقد بأن حلم د. معز عمر بخيت تعدى حدود الأمل، وليس بمستغرب أن تنثال منه هذه اللغة في سلاسة تصف ما ينتظر أن تحدثه الفنانة «شروق» على الساحة الفنية بعد أن استمع اليها، ورأى فيها ما يعضد نبوءته.

«شروق» تشي بها ملامح صوتها، والذي تستمد من صداه بعضاً من حضورها الطاغي، إن لم تغنِ، أعرها أذنك وهي تتحدث، يكفيك أن تستمع إلى عذوبة الأحرف وهي تخرج متراصة في حميمية مدهشة.. تعي ما تقدم وما تود أن تقدم، وتنتقي من الايقاعات أكثرها دفئاً وحميمية، فتسعى بك بين صفا الصوت، ومروة الأداء، لتجد نفسك واقفاً على عرفات الدهشة، مكملاً أركان حجك نحو عوالم الروعة.

«شروق» بدأت من حيث توقف الآخرون، فالتعامل مع شعراء من ذوي الوزن الثقيل أمثال محجوب شريف والكتيابي والنخلي ود. معز، وملحنين صالوا في حدائق الالحان لينتخبوا لنا من ازهاره أنضرها: الموصلي، ود. الماحي وشقيقه حمزة سليمان، هذا التعامل يعد البداية الأقسى في مشوار كل فنان..

الأقسى.. لأنها تضع الفنان بين خيارين لا ثالث لهما:

أولهما التسامي والتماهي مع هذه القامات الابداعية، وثانيهما النكوص عن ادراك ذلك، ومن ثم التقهقر حد التلاشي!

وكلاهما قاسٍ!

لكن «شروق» اختارت أن تحلق مع هؤلاء، تسرع الخطى بغير تثاؤب نحو ما ترى فيه غد جديد للأغنية السودانية، لذا فهي تباغتك من حيث لا تستمع، وكلما تراءى لك إلمامك ببواطن التطريب، أبانت لك غيرها.. فتجد أنه ليس من ثمة خيار إلا أن تردد بينك ونفسك:

هل من مزيد؟!

شروق نراها مؤهلة إلى حد كبير في تقديم واقع جديد للأغنية السودانية خارج السودان ، ويكفي ما قاله متخصصون، مثال الموصلي والكتيابي وغيرهم عن تجربتها، وواهم من يظن أن هؤلاء يجاملون على حساب تاريخهم الابداعي العتيق.

وأخيراً لا نقول لمن يرى في شروق غير ذلك:

قد ينكر الفم طعم الماء من سقم..

وتنكر العين ضوء الشمس من رمد

لكن.. ندعوهم لاعطاء هذا «الشروق البديع» بعضاً من وقت ليمارس فعل الضوء في اشعال الدياجر نوراً، وأن يتمهلوا في صرف مثبطات الهمم، إلى حين نزول ألبومها الأول إلى الأسواق، ولحين رؤيتها في القنوات العربية تحمل اسم السودان هناك..

وحينها، فليقولوا خيراً.. أو يصمتوا..












 

نشأت الامام