في الخبر الذي نشرته صحيفة «الرأي العام» على صدر صفحتها الأولى منتصف هذا الأسبوع، بخصوص الدعوى القضائية التي رفعتها شركة «إيه آر تي» على حكومة ولاية الجزيرة، لقيام الأخيرة بنقل فعاليات كأس العالم لعامة المواطنين هذا العام بألمانيا، هذا الخبر أحدث الكثير من التعاطف الشعبي مع حكومة ولاية الجزيرة التي بذلت الكثير من الجهد في سبيل توفير هذه الخدمة لمواطني ولايتها.

وهيئة إذاعة وتلفزيون الجزيرة لم «تجازف» هذه المباريات التي نقلتها من أثير «ايه ار تي»، وإنما بثتها بعد أن أبرمت اتفاقاً «بحر مالها» مع مؤسسة «ايه آي تي» الفرنسية، والتي تملك حق البث لهذه المباريات في منطقة شرق ووسط وغرب افريقيا، وهذه المنطقة يقع السودان ضمنها «جغرافياً» بل هو عضو فاعل في عدد من منظماتها ومؤسساتها الإقليمية، على سبيل المثال تجمع الكوميسا الذي يضم بلدان شرق ووسط افريقيا، والايفاد التي تضم دول شرق القارة،اضافة إلى مشاركاته -المتواضعة- رياضياً في دورة سيكافا لدول شرق ووسط افريقيا!

«ايه آر تي» تملك حق البث في منطقة «الشرق الأوسط» والذي يقع السودان في نطاقه، وحسب التعريف -الشرق الأوسط- الذي استخدمه لأول مؤرخ في الاسطول الأمريكي عام 1902م وذلك عند اقامة قاعدة عسكرية انجليزية بالقاهرة، وسميت قاعدة الشرق الأوسط، وكانت تسيطر -القاعدة- على رقعة مقدرة من العالم، يقع السودان ضمن منظومتها.

لا نود الخوض في أمر هو الآن أمام منصة القضاء، والذي نثق تماماً في نزاهته وقدرته على اتخاذ القرار العادل والمنصف، لكنا هنا نتناول القضية كقضية رأي عام تفاعل معها مواطن الجزيرة باعتبار أنه المتضرر الأول من ايقاف البث، وهذا ما دعا الجميع للاتفاف بقوة حول الهيئة في مؤازرة ومناصرة قل أن تشهدها الأجهزة الحكومية بكل هذا الزخم.

الجميع في ولاية الجزيرة يتابع المونديال «من منازلهم» وهذه سمة أصبحت تلازم الأغنياء فقط في هذا الزمن، لكن انسان الجزيرة وجد من يعي هذا البعد النفسي والذي يؤدي إلى تفريغ الكثير من الضغوط الحياتية، ودونكم أقسام الشرطة لتلاحظوا تدنى مستويات الجريمة مع بداية هذا المونديال.

ونهمس في أذن أستاذنا د. عبد اللطيف البوني بأن حكومة ولاية الجزيرة شاقها حرمان مواطنيها من متعة المشاهدة بسبب الفقر، فلا تتأخر بالخرطوم بعد الرابعة عصراً، حتى لا تفوتك متعة مونديال «الغلابة» و(بلادك حلوة أرجع ليها).

















 

نشأت الامام