السينما السودانية في مفترق طرق

بقلم : نشأت الامام

 

بسبب متاريس حكومية
السينما السودانية في مفترق طرق
استكمالاً لما بدأناه في الحلقة السابقة حول السينما السودانية، أجمع جل السينمائيين الذين إلتقيناهم على انتفاء أي عائق لانطلاقة صناعة السينما السودانية سوى السياسات الحكومة غير الواضحة التى تحدد وتدعم المسار الصحيح وفق رؤى فنية ووطنية ذات حس عالٍ بأهميتها، فهم من جهة يرون ان الدولة تحاربهم ومن جهة أخرى تضع تشريعات تتعارض وفنيات السينما، اضافة لعدم دعمها بل وحتى ما هو موجود ومتاح لم تحافظ عليه بل عملت لوقفه وسعت فى خرابه.

إنتاج خاص:
يقول المخرج أنور هاشم الذى حصل على بكالريوس المعهد العالي للسينما في مصر وماجستير كلية الفيلم السويدية والذي قام باخراج «45» فيلماً تسجيلياً اضافة للروائيتين الطويلتين «رحلة عيون» و«شروق»، يقول ان من أسباب تراجع السينما السودانية هو الصراع بين السينمائيين الذين درسوا في المعسكر الشرقى سابقاً وغيرهم/ وكذلك التباعد في الإنتاج السينمائى حيث مثل أغلبه انتاجاً خاصاً وجاء بمبادرات فردية ومن الأسباب ان من يمارسون النقد السينمائى ليسوا من أهل الإختصاص، كما يفترض بالدولة ان تقيم مهرجان الخرطوم السينمائى كل عام وذلك لفائدة السينمائيين والشعب السودانى.
جوالات السينما:
تعتبر وحدة أفلام السودان أو إدارة الإنتاج السينمائى حالياً هى الأساس لأية انطلاقة فى سبيل قيام هذه الصناعة المرجوة وذلك لكونها اسست وفق معايير فنية وبمنحة من المعونة الامريكية على غرار هوليوود، ثم أضاف لها الألمان تجديداً. هذه الوحدة تحتوى على كل مقومات العمل السينمائى المحترف، والى الآن لا يوجد فيلم روائى طويل الا وإستعان صاحبه بالإنتاج السينمائى، وهو يتوافر على كوادر فنية مؤهلة ومقتدرة إضافة لمبنى متكامل المعدات.
وهذه الوحدة وبكل اسف هالنى ما رأيته فيها فهى وبكل ما ذكرت تعانى وضعاً مأساوياً وللمفارقة تقع داخل حوش الإذاعة ولا يدرى أهلها أهى تتبع لوزارة الثقافة أم الإعلام؟ كما تجابه بإهمال شديد، فحين تجولت بداخلها رأيت أفلام السودان وعبر الحقب كلها تقبع في ظروف تخزينية سيئة وتعانى من حرمانها الهواء المبُرد لتبقى صالحة للعرض مرة أخرى وهى بهذا الوضع في طريقها للتلف المؤكد، والمحزن كذلك وجود افلام مؤسسة الدولة للسينما سابقاً صاحبه توزيع الافلام الاجنبية بعد عرضها وهى داخل جوالات ملقاة على الأرض تئن من كآبة المبنى فى دولة تقيم مهرجاناً للزهور وآخر للثقافة وتدير وجهها للسينما وأهلها، وهذا المكان لا ينقصه سوى الصيانة وادخال معمل ملون لينطلق.
مؤسسة الدولة للسينما:
ومن معوقات السينما السودانية تصفية مؤسسة الدولة للسينما وخصخصتها بواسطة لجنة غير فنية كما يؤكد محمد عبد الرحمن مختار المدير العام السابق للمؤسسة ويضيف بدأ ذلك من قمة الهرم والأولى ان تكون من القاعدة، فهذه المؤسسة كانت من أنجح مؤسسات القطاع العام ولعبت دوراً مهماً فى إستيراد وتوزيع الأفلام لكل دور العرض بالسودان، وكان لها دوراً كبيراً فى إنتاج وتشجيع وتقديم الدعم المادى والتسهيلات للمنتجين، اضافة لإقامة مشاريع مشتركة ومهرجانات وأسابيع ثقافية، وتقديم عروض سينمائية، وهذا الفراغ الذي تركه حل المؤسسة مثل إنهياراً واضحاً فى كل ما يتعلق بالسينما.
فوضى الأفلام:
يؤكد بنجامين شكوان أدو نائب مدير إدارة الانتاج السينمائى ان تحول المركز الى مؤسسة الدولة للسينما وعودته مرة أخرى كمركز مهمته استيراد وتوزيع الأفلام لدور العرض داخل السودان وكل ما يتعلق بها من تشريعات والتصديق لدور عرض جديدة وخلافه كانت هي الجهة المسؤولة،
ولكن اضحت هناك فوضى فى إستيراد الأفلام دون الإلتزام بالشروط المهنية، والغريب ان اصحاب دور العرض يستوردون أفلاماً دون ان يكون المركز هو صاحب هذا الحق، كما ان من مهامه مراقبة الأفلام المستوردة.
وعن الرقابة السينمائية يضيف بنجامين أنها كانت تتبع لوزارة الثقافة والإعلام وهى جهة فنية وموجودة بالفعل وأخيراً ضمت لمجلس المصنفات الفنية والأدبية الذى يتبع لوزارة الثقافة وهذا وضع شاذ وغريب.
الممثل السوداني
ومن جهتها تؤكد الفنانة القديرة فائزة عمسيب ان الممثل السينمائى السودانى موجود وباستطاعته عمل الأفلام، حيث كانت لنا تجارب كفنانيين، ولكن فائزة تؤكد عدم إحترام الزمن وأهداره وهذه من مشاكل السينما السودانية، كما ان الكوادر النسائية المؤهلة صارت قليلة العدد، وتؤكد ان بعض التشريعات الحالية غير مناسبة، وتراهن فائزة على الجمهور السودانى وتصفه بالذواق وان اي انتاج سينمائى سودانى ليتوج بالنجاح.


 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب