صفوت الجيلي

بقلم : نشأت الامام

 

يفضّل أن يسمي ما يقدمه (تجارب)
صفوت الجيلي:
لن أتغنى بهذه الأغنيات!

في العام 2000 وعبر برنامج «أصوات وأنامل» كانت الاطلالة الأولى.. وبعد مرور خمس سنوات حاول فيها صفوت صقل موهبته وخلق موازنة في ذلك مع دراسته للهندسة المدنية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وبعد التخرج عكف على العمل الفني يوليه جل وقته، حتى اطل عبر اذاعات الاف ام بأغنيته التي أصبحت على كل لسان.. «اشتقت ليك».. صفوت فنان مثقف يعي ما يريد تماماً.. لا يتعجل الشهرة ولكنه يسعى نحوها بكل روية.. إذن فلنتابع هذا الحوار العفوي مع صفوت والذي جالسنا فيه الاستاذ عثمان فضل الله والاستاذ انور عوض، اضافة للمعد التلفزيوني خالد البلولة، وكان هذا الاستنطاق للفنان م. صفوت الجيلي..
* العام 2005م اتيحت لصفوت فرصة الاطلال في عدد من المنابر أهمها فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية.. إلى أي حد ساعدك ذلك في مشوارك الفني..؟
- أتيحت لي فرص عديدة للمشاركة في مختلف الفعاليات.. وهذا ما كنت أحتاجه، عدد وافر من المنابر التي أطل من خلالها، وعلى الصعيد الشخصي أعتقد أن مشاركاتي كانت مفيدة بالنسبة لي..
وقد أنتجت خلال العام 2005م قرابة الأربع أعمال جديدة..
* هل هناك اشكال في المنابر التي يطل عبرها الفنانين الجدد..؟
- نعم.. اشكال كبير.. يفتقد الكثير من الموهوبين لهذه المنابر.. وهكذا فان الكثيرين لا يسمع بهم احد.. على الرغم من امكاناتهم الكبيرة.. لكن لم يجدوا الفرصة المناسبة.. وأتقدم بوافر شكري للأستاذ بابكر صديق الذي يفتح بابه على مصراعيه دوماً لكل المواهب منذ «أصوات وأنامل» والآن عبر «نجوم الغد»..
* يلجأ الكثير من الشباب إلى التقليد. مما يجعلهم نسخ مكررة لبعضهم البعض، أو لغيرهم ممن سبقوهم، اذن من سيأتي بالجديد..؟
- أنا مقتنع تماماً بأن كل فنان يجب أن يكوّن ملامحه الخاصة.. وهذه الملامح هي الأعمال الخاصة وطريقة أدائها.. فلا طائل من التقليد أو ترديد أغنيات الآخرين وإن كان ضرورياً في بداية كل فنان لكن يجب أن تكون فترة تضيف للفنان وتفيده فنياً، لكن عليه تخطيها والانتقال إلى مرحلة أعماله الخاصة، أنا مثلاً تربطني علاقة بالراحل ابراهيم الكاشف، لكن لم أقلده، ربما استفدت من أعماله في بداياتي، والآن أحاول بقدر الامكان وضع بصمتي الخاصة..
* عدد من الفنانين شاركوا في مشروع إعادة بعث أغنيات الحقيبة بأصواتهم، وأنت من ضمنهم.. ألا يعد هذا تكراراً لأعمال منتجة أصلاً، وهل يعد المشروع اعترافاً بقصور الشباب عن تقديم الجديد..؟
- إعادة أغنيات الحقيبة مشروع يهدف لتجديد موسيقى تلك الأعمال دون المساس بهيكل الأغنية الأصلي، وذلك حتى يتسنى للجمهور متابعة هذا الارث الجميل من الغناء بعد معالجته وفق أحدث التقنيات الموسيقية، أما القصور فتنفيه الأغنيات الخاصة التي قدمها الفنانين المشاركين في هذا المشروع.. فلكل منهم أعماله الخاصة والناجحة..
* اشتقت ليك.. محطة وقف صفوت عندها كثيراً..؟
- أنا حاولت تقديم لونية جديدة من الألحان وذلك في اشتقت ليك، وهي من كلمات عيسى بروي، وحاولت أن أضفي عليها احساسي اللحني.. وقدمت بعدها عدداً من الأعمال لكنها جاءت في ظل «اشتقت ليك» نسبة للرواج الكبير الذي وجدته.. لكن هذا لا يعني أن ما قدمته بعدها في مستوى أقل، فهي جيدة من حيث الكلمات والألحان.. فقط تحتاج هذه الأغنيات لبعض الوقت حتى تأخذ حظها..
* هذا التقييم.. خاص بصفوت الجيلي، أم هو رأي الجمهور..؟
- أقدم ما أقتنع به.. وأحاول تقديمه بالصورة المثلى، ومن ثم الجمهور يقيّم هذه الأعمال.. وعلى الرغم من اختلاف الأذواق.. لكن العمل الجيد يفرض نفسه وحتى لو لم يتفق الجميع حوله.. فإنك تجد فئة تتفق معك.. وهذا يكفي..
* الشباب متهمون بأنهم لا يجتهدون بالشكل المطلوب في سبيل انجاز أعمالهم..؟
- على العكس.. من يريد أن يخلق تواجداً عليه بالجد والمثابرة، وعن نفسي قدمت ثلاثة أعمال خلال العام الماضي، وأعتقد أني بذلت فيها جهداً كبيراً حتى تخرج بالشكل الذي أرتضيه، فالتمعن في الكلمات، ومن ثم الاحساس بها وعمل اللحن المناسب، والطريقة المثلى للأداء، كل هذا جهد مبذول .. وليس في الفن وحده، إنما كل من يود النجاح في عمله، عليه الاجتهاد..
* ألا تعتقد أن فترة عام هي فترة قصيرة لانتاج ثلاثة أعمال..؟
- أبداً.. هي فترة كافية بمقدار ما تنجز من عمل.. وليس في الفترة التي أنجزت فيها العمل.. فيمكن خلال شهر واحد أجتهد وأثابر وأنتج عملاً ناجحاً.. وهكذا.. وثلاثة أعمال في العام يعد زمناً أمثل بالنسبة للأغنيات المقدمة، إذ تأخذ كل واحدة الفترة الكافية لها من الاستماع، ومن ثم ترسخ في أذهان الناس.. هذا بالطبع إن كانت جيدة..
* التعاون الفني بينكم ومن سبقوكم.. إلى أي مدى يحسه صفوت..؟
- لدي علاقات اجتماعية تربطني بعدد من الفنانين الكبار، لكن لا يوجد تعاون فني بيننا حتى الآن، ونتمنى كجيل جديد أن نستفيد من خبرتهم وآراءهم حول ما نقدم، وفي الخاطر تجول فكرة عمل ورش فنية للأعمال الجديدة، لكن الظروف الحياتية، وضيق الزمن بالنسبة للجميع يجعل من هذه الآمال أحلاماً نرجو أن تتحقق يوماً ما.
* اختيارك للكلمات.. الى أي المعايير تستند في ذلك..؟
- أستند على احساسي بهذه الكلمات.. ولا أتقيد باسم الشاعر، وان كنت قد تعاملت مع شعراء أمثال مهدي محمد سعيد، لكن أيضاً هناك أعمال قدمتها وتعد لشعراء مغمورين، لكن احساسي بالكلمات وتفاعلي معها هو الفيصل..
* تجربة التلحين التي خاضها صفوت ألا تحتاج منك إلى دراسة الموسيقى..؟
- التلحين موهبة من عند الله في المقام الأول، وعندما أقرأ الكلمات استنبط موسيقاها من داخلها، ومن ثم أشرع في تلحينها، وربما ساعدتني بيئة المنزل حيث أنني تعلمت الموسيقى منذ نعومة أظافري، وعزفت على آلة العود في وقت مبكر.. وبعد ذلك قمت بدراسة الموسيقى بمركز شباب بحري «وأحييهم بشدة على ما قدموه لي»، وخضعت لعدد من الكورسات، بل صرت معلماً للموسيقى بجامعة الأحفاد، وكل ذلك ساعد في تنمية هذه الملكة..
* ألا تعتقد أن تلحينك بمفردك يقود أعمالك إلى التشابه على المدى البعيد..؟
- إلى حد ما. نعم.. لكن التكرار يرتبط بالتلحين في فترات زمنية متقاربة، ولعلمي بذلك.. فاني أقوم بتلحين بعض اغنياتي واتعاون مع ملحنين اخرين في تلحين أخرى..
* نشهد هذه الأيام انتشار موجة اذاعات الاف ام.. هل أسهمت هذه الأذاعات في نشر أغنيتنا وخلق تواجد لها.. مع الأخذ بالاعتبار الاغنيات العربية والغربية الكثيفة التي تبثها هذه الاذاعات..؟
- بالتأكيد هذه الاذاعات خلقت تواجداً دائماً للأغنية على مدار اليوم، واسهمت بشكل وافر في ظهور عدد من الأصوات الجديدة، وهذه الأغنيات العربية والغربية التي تقدم أعتبرها استراتيجية لهذه الاذاعات، حيث أن غالبية الشباب أصبحوا يحبذون هذه اللونية، والذكاء يكمن هنا في وضع الاغنيات السودانية في وسط اهتمامات هذه الفئة، ومن ثم خلق نوع جيد من التواجد للأغنية السودانية وسط هذا الزخم العربي والغربي.
* أغنيات البنات التي يتغنى بها الشباب في بيوت الأفراح.. هل تعدها ضرورة تستوجبها ظروف تلك المناسبات..؟
- أغنيات البنات واقع موجود، ولكن يجب أن يظل للبنات.. والفن الغنائي بالنسبة لي رسالة، لذا لم ولن أتغنى بمثل هذه النوعية من الأغنيات.. والتطريب في الحفلات لا يعتمد على تأدية أغنيات هابطة.. يمكن أن أنتقي عدد وافر من الأغنيات الجميلة ذات الايقاع الخفيف وبالتالي أوجد التطريب المطلوب في مثل هذه المناسبات، دون الحاجة لترديد أغنيات دون المستوى..
* وماذا أعد صفوت في مشروعه الفني القادم..؟
- لازلت أسمي ما أقدمه «تجارب» ومدى تحقيقها للنجاح يقودني دوماً إلى محاولات تجديدية أقوم بها في خطابي الفني.. وباذن الله ستحمل أعمالي القادمة كل جديد ومتميز عن معظم الفن السائد في الساحة..
لأن الفن رسالة ويجب على كل فنان أن يكون له خطه الواضح ورسالته التي يسعى لبثها بين الناس..


اضغط هنا للاستماع لبعض اغنيات الفنان صفوت الجيلي


 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب