الما عندو «كبير»

بقلم : نشأت الامام

 



على غرار المثل السوداني الشهير «الما عندو كبير يسوي ليهو كبير» جاءت آراء من استضافتهم سهرة الأسبوع الماضي «النغم المهاجر» وهم الفنان علي السقيد، والموسيقاران سعد الدين الطيب وميرغني الزين في أن عدم تواصل الأجيال الفنية والفجوة التي أحدثها جيل الوسط، هي أس بلاء الأغنيات الرديئة التي بزغ نجمها مؤخراً..

لا يختلف اثنان في أن استسهال الأشياء وعدم المبالاة في التناول الصحيح، والكيفية المثلى، هو أمر أودى بكل جميل مُجود في الغناء السوداني وحل محله باهت الأعمال وهشها..

فالارتكاز على أرضية صلبة والخطو المتئد المتريث والمدروس «قدر لرجلك قبل الخطو موضعها» يقودنا إلى والتجويد فيما نقدم، على عكس الاستعجال الذي يكاد يورد أغنيتنا إلى التهلكة، فجيل اليوم عجول بما يفوق الكفاية بكثير، إلا من رحم ربي..

الكثيرون يرمون باللائمة على الوضع الاقتصادي الضاغط، والذي دفع الشباب لإنجاز الكثير من النجاحات -حتى ولو كانت لحظيةً- وبأقل جهد ممكن، إذ يوفر ما تبقى من جهد لانجاز أشياء أخرى تعود عليه بالكسب مرة أخرى.. وهكذا.. فيرمون بثقلهم على حفلات الأفراح من أجل التكسب، وما يظنونه نجاحاً..

جيل الوسط -إن جازت لي التسمية- لازمه التشتت، فمنهم من لقى نحبه، ومنهم من تغرب، وبذلك بدلوا تبديلاً عظيماً في تواصل أجيال الأغنية السودانية.

فرحيل خوجلي والعميري وربما مصطفى، وهجرة الموصلي والسقيد والمبارك وقميحة، وسيف الجامعة الذي آب أخيراً، ألقى ظلالاً سالبة على الجيل الذي تلاهم إذ انعدم التواصل المطلوب والارشاد والتوجيه والنصح الذي يحتاجه هؤلاء الشباب..

ربما الموضوع أكبر بكثير من هذه المساحة، لذا سنحاول أن نفتح ملفات نستخلص من نتائجها قراءات قد تساعدنا في تدارك هذا المشكل، والذي نأمل أن ينحسر أثره حتى تعود العافية لجسد الأغنية السودانية












 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب