في مدرسة.. الأيام

بقلم : نشأت الامام

 

لم يكن الاحتفال الذي أقامته هيئة تحرير صحيفة «الأيام» للاحتفال بالأستاذ محجوب محمد صالح بمناسبة نيله جائزة القلم الذهبي، احتفالاً عادياً، إذ أنه تجاوز الاحتفائية بالشخص المكرم، إلى تكريم عدد آخر من الرموز التي أسهمت بشكل وافر في مسيرة صحيفة «الأيام»..
وإن كانت السعادة الحقيقية للمبدع أن يرى ثمرة إبداعه عند الناس وتقييمهم لهذا الابداع، فجمالية التكريم في أنه جاء لعدد ممن ظلوا -وإلى الآن- جنوداًً مجهولين، فهم أصحاب بصمات لا تخطئها العين في مسيرة النشر الصحفي، ولكنهم يعملون من خلف الكواليس في صمت وصبر وأناة، الذين يصفون الأحرف المكتوبة، والذين يدققون فيها لغوياً، وعمال الطباعة الذين تتلون أجسادهم بالأحبار وهم يجاهدون في أن يجعلوا لما نكتب حضوراً زاهياً على صفحات الصحف..
جميعنا صفقنا مع أسرة «الأيام» وهي تجعل من تكريم هؤلاء الرموز تكريماً لكل الفنيين في الصحافة السودانية، والذين نادراً ما يأتي ذكرهم على الرغم من عظم الدور الذي يقومون به في سبيل ايصال تلك الرسالة السامية إلى القراء..
إذن هذه هي مدرسة الأستاذ محجوب محمد صالح، ذلك الرجل الذي لم يكن يوماً مجرد كاتب ذو فهم ثاقب، وصاحب أسلوب متين وناضج فحسب، بل كان رجل صاحب رسالة حددها لنفسه بكل وضوح وعمل من أجلها باجتهاد منقطع النظير وعلى مدى 50 عاماً، واجه فيها كل أشكال القيود بما في ذلك الرقابة والمصادرة والحظر والإغلاق والترهيب والسجن، لكنه ظل يقدس رسالته ومنهاجه الذي اختطه بالجهد والعرق من أجل حرية الكلمة..
هذه الحرية التي تحترم الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى، وتكرم مثواه..
إذن هذا التكريم لهؤلاء الجنود المجهولين لا غرو أن يأتي من مدرسة محجوب محمد صالح، مما يبين لنا أن الأمر ليس مجرد شعارات للتكسب، وإنما هي قيم راسخة ومبادئ متجذرة في صحيفة «الأيام».








 


 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب