نقد عن محبة..!!

بقلم : نشأت الامام

 

لماذا ندمن الإثارة حتى وإن كانت على حساب البعض منا؟ حتى وإن كانت تعني جرح آخرين؟ غير عابئين بمقدار الألم الذي يدفعون قيمته نظير متعنا بلحظات من الدهشة المسروقة، جراء تهشم بعضاً من ذواتهم..!!

تبهرنا دوماً صور الدمار والأشلاء، تمتعنا الصور بمقدار ما تحمل من بشاعة، وكلما كان الدم حاراً، ترتفع قيمة الصور عندنا، نلهث في نشر الفظاعات والفضائح، دون أدنى احساس بذلك الألم الذي يصاحب ذياك الوجع الأحمر..

وصحفنا -حتى الفنية- ليست ببعيدة عن هذه الإثارة، وإن كانت تبرز الصور الأنيقة، ولكن من الأخبار ما يزيد فظاعة عن الصور.. ومن التحرش والاستفزاز ما يكون الرحيل معه، خياراً جاذباً..

أنعزي ذلك للفراغ الفني والثقافي الذي نعانيه، أم لغريزة تهوى الصراع وتستمتع به؟! فإيقاظ نار الفتن، أصبح مهمة للبعض في الوسط الفني، لا يعجبهم هدوء أو سكينة تسود الوسط، فينحتون ألبابهم بإزمل بائس حتى يخرجوا من لدنها فتنة وموجدة وألماً.

وهل التجريح والاستفزاز والاستدراج إلى آسن القول والتصريح، هو غاية نقتات منها، ونملأ بها صفحاتنا؟ ما بين هجوم ورد فعل مضاد له في الاتجاه -وليس بالضرورة يساويه في القوة- وفق تلك القاعدة الفيزيائية المعروفة..

فهل نمارس التشفي، أم أنا نهدي الناس انفلاتات نفسيه لها ما يبررها بالنسبة لنا، وليس من الضرورة أن يعرفها سوانا، لأن ذلك غير مهم بالنسبة لنا..

أم هو التكسب والذي لا يتأتى إلى بنزوعنا نحو لذة الإدهاش والإثارة، إذ لا يجتاز عندنا أسوار الرتابة الا بالاثارة، فتبقى الإثارة الرخيصة هي ما يعبر بنا نحو الضجيج الذي يشعرنا بوجودنا.. لأنا نحن من أحدثه..؟!

لا أكاد أفهم أن يستدرج صحفي أحد المبدعين في حوار أو تصريح سمته الأساسية رأيه في أشخاص، وليس في أفكار، وآخر يتشظى بوحاً بمقته لضيفه وذلك بعد أن حاوره حواراً غثاً، يأتي في اليوم التالي ليرينا براعته في كيفية استغفال ضيفه وجره إلى تلك الدهاليز النتنة بمكره ودهائه!! فتأمل..

يقول أديبنا العالمي الطيب صالح: «أجمل النقد ما جاء عن محبة..».. وأزيد عليه بالقول: «وبدون مصلحة»!!

 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب