الصحافيون يحتاجون للتحرر

بقلم : نشأت الامام

 

(الصحافيون يحتاجون للتحرر من فهم كونهم واسطة لنقل الخبر فقط!!) دانيال هالين.. صحافي أمريكي

والفهم الصحفي يحتاج إلى إعادة صياغة, لأن حصر دور الصحافة في الإخبار وتحقيق المعرفة البسيطة للإنسان, لهو دور متكلس, يؤدي بدوره الى (تصنًم) الصحافيين تبعاً له, مما يجعلنا نردد في ببغائية عقيمة ما يدور حولنا من أحداث.. متناسين دورنا كسلطة رابعة يقع على عاتقها عبء تقوم السلطات الثلاث الآخريات.. والمشاركة في صناعة الخبر.. لا نقلها كالببغاء.. والببغاء عقله في أذنيه كما نعلم!!

 دعوة التصالح التي تبناها زميلنا الصحفي النابه طلال مدثر, عبر ملف (الحياة) الفني للأسبوع الماضي, تلك الدعوة التي استنطق فيها الزميل طلال, عدداً من المثقفين والاعلاميين حول عودة مقدم برنامج صحة وعافية, الدكتور عمر محمود خالد الى شاشة التلفزيون, تعد مبادرة متقدمة, فات بها (الكبار والقدرو)!!

إذ أنها تنقلنا الى مربع المشاركة في صناعة الحدث, بمنهجية وعلمية في كيفية التعامل المتوازن مع الأحداث بعيداً عن أي اسفاف أو تهريج أو إثارة, أو حرق للبخور لدرء روائح المفاسد.

كل الشواهد التي حفلت بها الدعوة للتصالح, كانت تقول =بإلحاح= الى عودة د. عمر الى برنامجه الذي كما ذكر البروفيسور علي شمو: (أنه برنامج مؤثر في المجتمع السوداني, وفي تشكيل وعيه الصحي). وأتت كل الافادات منصبة على عودة الدكتور عمر لصحة وعافية, حتى يستمر ذلك السحر الراقي, للبرنامج بوعظه وثقافته وشعره السيال, ألا يكفي الدكتور عمر, كبسولات القوافي التي كان يصرفها اسبوعياً ومجاناً, لمداواة عسر المشاعر وتليين القلوب العصية؟! لقد ألقى الأستاذ طلال بالقفاز الى إدارة التلفزيون مخاطباً إياها في شخص مديرها, وحتى الآن لا ندري بالضبط ما الذي قرره التلفزيون حيال هذا الموضوع, لكن حتماً هذه الدعوة للمصالحة فتحت نفاجاً وكوة من نور لتنساب منها آواصر العلائق من جديد بين التلفزيون ود. عمر.. وتثبت هذه الدعوة, أن الاعلام يصنع الحدث على المستوى الجماهيري, ويعطيه مساحة من الحضور لدى المتلقي, وهذا هو أس التواجد الاعلامي في قضايا المجتمع, وكيفية المشاركة في ابرازها ومعالجتها في آن واحد. التحية محمد حاتم ود. عمر وطلال, مثلث الحدث الذي نأمل أن تتساوى أضلاعه الثلاثة في الاستجابة للمطلوب. .
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب