فنان صاحب طموح مشروع

بقلم : نشأت الامام

 

حينما تستمع إليه يأخذك صوته عنوة الى زمان الغناء الجميل, دونما أن يذكرك بفنان بعينه, لكن تحس أنه ينتمى الى عدد من الرائعين الذين شكلت ابداعتهم حضوراً مؤتلقاً بدواخلنا..
فمنير حسن.. أو كما يحلو لاصدقائه مناداته بمنير البحوث -والتسمية بمسقط الرأس أو المدن والأحياء, كثيرة لدى فنانينا- هو أحد اشراقات مدينة ودمدني الفنية, لذا فهو امتداد طبيعي لهذا الزخم المتواتر من ابداعات هذه المدينة الرائعة, وهو من جيل الشباب المتوثب نحو الانطلاق, ولكن دون تعجل, بل بمنتهى الإتئاد والتروي..
منير ليس صوتاً رائعاً وقوياً فحسب, بل هو حضور طاغ, وأداء سلس, وثقافة فنية عالية, وطموح مشروع في احداث نقلة فعلية لموسيقانا..
فقد تحدث معي حول الكثير من قضايا الفن, عن وضعية الفنان وكينونته في المجتمع, عن سلمنا الموسيقي, ومشاركاتنا الخارجية, وهو صاحب آراء جريئة حول طريقة تدريس الموسيقى بالسودان, وعن كنه المبدع والابداع, وغير ذلك الكثير..
وخلال نقاشي معه, كنت ألمح في عينيه تصميماً لا حدود له وعزم أكيد على احداث التغيير المطلوب حتى نصل مرحلة الرضا والاقتناع بيننا وأنفسنا بما نقدم, وذلك حتى يتسنى لنا اقناع الآخرين به.
ومنير كنموذج لعدد من شباب الفنانين بودمدني, امثال المبدع عمر جعفر, ومحمد شبارقة, وعثمان علي, أصبحت لديهم قناعة كبيرة بأن التجديد في شكل التناول الموسيقي أصبح ضرورة ملحة لابد منها..
ونحن نضم صوتنا اليهم بأن الشباب الواعد الخلاق هو عماد كل تطور منشود, ولابد من الاضافة والابتداع, فالخيال البشري واسع ولا تحده حدود, وكذلك الابداع, فباب الاجتهاد مفتوح الى يوم القيامة.
فقط نحتاج كي لا نبدأ من الصفر, أن نستصحب معنا ارثنا الفني كقاعدة للانطلاق والتجديد, وأن نبدأ من حيث انتهى الآخرون, حتى لا نصبح مرددين فقط لابداعات من سبقونا, دون وضع بصمتنا, ومنهاجنا الذي نراه يناسبنا ويناسب الجيل الذي نقدم له هذا الابداع..!

نشأت الامام

 

راسل الكاتب