حتى أنت يا.. هيفاء!!

بقلم : نشأت الامام

 

الأغنيات العربية الواردة إلينا عبر الفضائيات، وما يصاحبها من إعلام في مختلف الوسائل، لا ينكر تأثيره علينا إلا مكابر.. فقد تشبعت دواخل الكثير من شبابانا بهذا الفن، وأصبحوا معجبين ومقلدين بهؤلاء الفنانين العرب، بل أضحوا يتتبعون أخبار نجومهم المفضلين، أثكر من تتبع جيل الثمانينات لحلقات المسلسل اليومي.

والجيل الناشئ الآن من الشباب، نعيب عليهم وبشدة سطحية تناولهم مع هذا الفن الوافد، حيث أنهم يتعلقون بالقشور من الأعمال الفنية المقدمة، فليس هناك وقت -حسب فهمهم- للغوص والتعمق في اختيار ما يسمعونه ويشاهدونه مما يبث إليهم، بل تظل تثقافتهم الضحلة لا تتجاوز ألوان الملابس وتسريحات الشعر، وأشكال المكياج المميز للفنانة الفلانية، أو المطرب العلاني -للمعلومية جميع الفنانين العرب «الرِقالة» يجضعون لعمليات مكياج مكثفة قبل الظهور عبر الكاميرا- ثم بعد ذلك تكون قيمة الأعمال صفراً كبيراً وشائهاً في عقول هذا الجيل!!

والحديث الذي أدلت به الفنانة هيفاء وهبي لصحيفة «الرأي العام» الكويتية، ربما يشكل إشارة واضحة، في الحوار الذي أجري معها حول ما يقدم من اباحية وسطحية وابتذال عبر القنوات الفضائية، أشارت بأن ما يقدم لا يعدو كونه محض ابتذال -عدا أعمالها بالطبع- واستخفاف بالعقول، واستعراض للأزياء وجنون الموضة، دون إضافة حقيقية للحركة الفنية الغنائية!! وذكرت هيفاء -المحترمة جداً- أن المحطات العربية -عدا روتانا التي تحتكر أعمالها- أصبحت تستعين بكل من هب ودب، ولك هذا لا علاقة له بالفن!! وتواصل: هناك الكثير من المغنيات عبارة عن فتيات نصف عاريات يرتدين جلودهن، والكليبات التي أشاهدها عبر الفضائيات لا أتقبلها، و«تشعرني بالقرف»!! تأملوا سادتي، هيفاء وهبي -شخصياً- تشعر بالقرف مما تقدمه الفضائيات!!! يا سبحان الله، بعد كل ما قدمته عبر الشاشة ترى الأمر أصبح ممجوجاً ويصيب بالغثيان..!

إذا كان هذا حديث «أم سن» التي تضحك وتقرف من «أم سنين»، فحري بنا نحن أصحاب الفكين المكتملي الأسنان والأضراس، أن نقذف هذه المحطات في عربات نظافة ولاية الخرطوم حتى لا نصاب بالسكتة الدماغية..!!

نشأت الامام

 

راسل الكاتب