اوقفوا هذه البكائية على مصطفى

بقلم : نشأت الامام

 

اوقفوا هذه البكائية على مصطفى
آ نجمات .. شقيش قولن لى
ما لاقاك طالِع .. متدلّى ؟
المطيوب من طيبة أُمّاتو
كالفجّاج .. الندّ نباتو
موج البحر اللّحَمَر هوجتو
وعِرق العِرِق .. اللاّوى ثباتو
جانا الشَدر الأخَدَر منو
ونار الشدر الأخَدَر جاتو
فات شِقيش ...
أب قولاً واحِد ..
وهاهي أعوام تسعة تنقضي على رحيل نورس البوح الجميل مصطفى سيد احمد, وها نحن نلوك حسرة, وفي الحلق غصة لا تراوح مكانها, جراء ذلك الرحيل المبكر.ولا عزاء.. سوى الاتكاء على ذلك الإرث التليد الذي تركه الراحل, وفي النفس موجدة لا يهدهد وجعها إلا سماع صوته الأليف وانعتاقه الشفيف.ولا نملك كلما هلت علينا ذكرى رحيل مصطفى سوى إحتفاء باهت نردد فيه بعضاً من كلمات في حقه, وعدد من أغنياته في بكائية يتماوج صداها لحين.. ثم ماذا؟؟لا شيء البتة.. ينفض السامر, ويذهب كل من حيث أتى, وماذا قدمنا لمصطفى؟ هي محض دموع تجف مع أول لفحة من نسيم!!لقد مللنا كل ذلك, ومللنا التكسب الرخيص بموت مصطفى, فلا زال البعض يخرج علينا بعدد من (الآواخر), آخر ما قاله مصطفى, وآخر قميص إرتداه, بل وحتى آخر كوب شاي رشف منه قبل الرحيل!!حتام هذا التسكع الفارغ في ردهات حياة مصطفى سيد أحمد؟؟ألا تكفي هذه السنوات التسع اجتراراً وتباكياً ووقوفاًعلى أطلاله؟؟فلنفكر في وسائل أكثر عمقاً في التعبير عن إمتنانا لهذا الرائع!لم لا نوثق لكل أعماله الغنائية, ونحن نعلم أن الرجل في سنواته الأخيرة قد فاق انتاجه الخمسين أغنية في العام الواحد!أين كل هذه الأغنيات؟ ولم لا يتم في كل عام تسجيل عشرة أغنيات على الأقل في ذكراه, نعيد بعثها من جديد, ونهديهالكل محبيه..لم لا نقم معرضاً دائماً يحكي ويوثق لمصطفى, وأين التلفزيون والإذاعة؟ ولم لا تتبنى الهيئة القوميةللاذاعة والتلفزيون انتاج عدد من الحلقات لمصطفى على سبيل التوثيق, بدلاً عن التباكي الذي لا يجدي لساعة من الزمن؟وأين هي لجنة الخرطوم عاصمة الثقافة لتفرد له مساحة عبر فعالياتها التي لم نلمس منها مايكفي حتى الآن؟ ألا يستحق مصطفى ذلك, وهو رائد هذا الغناء العصي الذي لم يستطعه سواه؟ وألا ينصب ذلك -تكريمه- ضمن عكسها لثقافة السودان؟؟كل ما نحتاجه هو خيال أخاذ, وفكر نافذ , حتى نطوي صفحة هذه البكائيات والنواح الذي لا يسمن ولا يغنى من جوع!!
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب