نحو غد أفضل للإعلام

بقلم : نشأت الامام

 

ذكرنا من قبل أن النقد الفني ليس هو ذلكم التجريح والجري واللهاث خلف سلبيات العمل الفني, دون توصيف لمواضع الخلل والتبصير بكيفية معالجتها, بل هو عملية إبداعية موازية للعمل الفني, مهمتها إستظهار وتبيان أبعاد هذا العمل,بعيداً عن الأهواء الشخصية, والمهاترات الباهتة.ومبادرة أنيقة قام بها المكتب الصحفي بالهيئة القوميةللإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع إدارة التدريب بالهيئة,وهي تقدم لمنسوبي الهيئة من اذاعيين ومعدي ومقدمي برامجها, بالإضافة الى ثلة من الصحافيين الفنيين, تقدم لهم دورة بناء القدرات في مجال النقد الفني والدرامي
والموسيقي.
تلك الدورة التي استمرت طيلة الأسبوع الماضي بمحاضرات قيمة عن ماهية وكيفية إدارة النقد الفني, والتي حاضر فيها أساتذة وأعلام كل في مجال تخصصه, أفادت وأضافت الكثير من المعارف, وشكلت بوتقة انصهرت فيها أجهزة الإعلام المختلفة, مقروءة ومسموعة ومرئية, كلهم في نفس الخندق الذي يشكل الاعلام السوداني.
وأهم ما ميز هذا الملتقى التفاكري الدورة هذه النقاشات المستفيضة والنقد الذاتي الذي قامت به تلك الأجهزة الإعلامية بكل تجرد وأمانة, مما يعني إزدياد الوعي والشفافية التي أصبحت من مقومات النجاح في عالم اليوم, وهو عالم أصبح بلا حواجز أو أستار نتوارى دونها, وإنمامنتهى الوضوح هو ما يجعلك تنجح, وتقنع الآخرين بما تقدم.
وأيضاً غالبية الدارسين كانوا من شريحة الشباب, بكل عنفوانهم وتطلعهم واندفاعهم من أجل خلق غد أفضل للإعلام,مستصحبين معهم التجارب الثرة لمن سبقوهم في هذه المجالات, متسلحين بالعلم الذي يعد قوام لكل تقدم وتطور. وكنا نتمنى أن تمتد الدورة لأكثر من ذلك, وأن يصاحبها تطواف عملي لداخل ردهات الاستديوهات, وذلك حتى يقف الأخوة الصحافيون على كيفية تصوير ومونتاج واخراج البرامج الاذاعية والتلفزيونية عن كثب, مما يعطهم حصيلة وذخيرة أكبر من حيث الإلمام بكيفية تنفيذ هذه البرامج,وبالتالي يمنحهم قدرة أوسع على الرؤية والاستبصار لهذه الأعمال.وختاماً نثنى على جهد الأستاذ الصحفي محمد المصطفى المأمون مدير المكتب الصحفي بالهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون, وإدارة التدريب بالهيئة, على هذه الاشراقات التي حتماً ستأتي أكلها على المدى القريب واقعاً زاهياً أنيقاً للإعلام الفنيز وطالما كان هناك جيل متوثب ومتطلع ومهموم بصورة السودان الإعلامية مثل ماما ايناس وريم عبد الجليل وسماح علي الريح ومن هم على شاكلتهم, فإنا نجزم بأن الغد أفضل.

نشأت الامام

 

راسل الكاتب