مانقو.. يجب تصحيح المسار!!

بقلم : نشأت الامام

 


وها قد جاء شهر ديسمبر وهو الموعد المحدد لإنطلاقة البث الرسمى لإذاعة مانقو، تلك الإذاعة المتخصصة فى بث الإغانى بمختلف لونياتها من سودانية وعربية وحتى الإجنبية، والتى دخلت كل البيوت واستعاض بها الكثير من أصحاب المحال التجارية والمركبات -عامتها وخاصتها- عن أجهزة التسجيل، ولو إلى حين.

ومن المعروف أن أى عمل أو مشروع لا بد له من أهداف ومرامٍ يسعى لبلوغها، مستغلاً فى ذلك أدواته المتوافرة له، مستصحباً معه دراسة جدوى، يتقيد بها وهى توضح له بصورة أقرب للحقيقة جدوى هذا المشروع من عدمها..

إذن الآن يجب وبجلاء أن تتضح معالم هذا المشروع «مانقو» وهل أهدافه المعلنة فى نشر ثقافة الأغنية السودانية وتقديم برامج خفيفة وترويحية وربما ترويجية، قد آتت أكلها خلال فترة البث التجريبى؟

وللإجابة على ذلك، وبقراءة سريعة لردود الأفعال تجاه «مانقو» يتبين لنا أن هناك خللاً واضحاً فى شكل التعامل مع المعطيات أعلاه، فمانجو وحسب التصديق الذى تم بموجبه التصريح لها بالبث عبر الـ(F.M) فإنه يتعين عليها بث 60% من مادتها المغناة من الغناء السودانى، ويتم تقسيم ما تبقى بين الأغنيات العربية والاجنبية، ولكن نرى أن مساحة الأغنيات السودانية لا تتجاوز نسبة 33% فقط، وإن كنت أملك رأياً ينصب فى أن الاذاعة آلت على نفسها مخاطبة واستهداف الشباب الذين أصبح غالبيتهم ينصب أهتمامهم بالأغنيات العربية والغربية، وصار اهتمامهم ومعرفتهم بشاكيرا وبرتنى وهيفاء ووائل كفورى أكبر بكثير من معرفتهم بوردى وفرفور، لذا فبث الأغنيات السودانية بنسبة متساوية مع غيرها يساعد على إمكانية تذوقهم لهذا الفن الراقى عبر ما يحبونه ويميلون إليه من فن غربى أو عربى.

وهناك أيضاً -من ضمن الخلل- التصريحات التى بدأت تطل برأسها -دون مواربة- تحمل تهديداً واضحاً بمقاضاة «مانقو» تحت طائلة قوانين الملكية الفكرية، وهذا ربما يربك حسابات الإذاعة الوليدة، وليس ببعيد عنا تصريح الفنان محمد وردى بأنه لم يعط موافقته على بث أغنياته عبر «مانقو»، ومثل هذا ربما يتكرر مع الكثير من الفنانين.

ومن ناحية البرامج المصاحبة لبث الأغنيات، نجد أن معظم البرامج لا تمتاز بخفة الدم وإن كانت فإن مقدميها لا يمتازون بذلك ومثل هذه البرامج تلعب ثقافة ولباقة وأريحية مقدمها دوراً مهماً فى نجاحها، وهذا يتضح عند تأملنا للبرامج التي تقدمها الإذاعة من حيث نجاح هذه البرامج وقبولها لدى المتلقى.. ذلك مع وجود بعض الاستثناءات.

عموماً .. ربما تكون هذه قراءة مبدئية لموقف القناة، ونحن لا نريد أن نثبط من همة أحد ولا تقليل جهد أحد، بقدر ما نريد لفت الانتباه لمواضع القصور وكيفية تلافيها، وهى بادرة طيبة أن تكون هناك إذاعة متخصصة فى الأغنيات تحمل صفة أنها «إذاعة سودانية»، لذا فاننا نربت على كتف هذا النفر من الشباب ونشد على أيديهم ونتمنى أن يمضوا قدماً للأمام.. على الرغم من إحتياجنا لمزيد من الشفافية فى كشف هوية من يتكبد مشقة توفير التمويل اللازم لتسيير هذا العمل الكبير، لا سيما وأن الشباب الذين يسيرون دفة العمل الآن، لا نعرفهم من قبل كرأسماليين أو كمهتمين بالفن وقضاياه!

 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب