إشاعة ..الملكية الفكرية

بقلم : نشأت الامام

 

الالبوم الضجة "أمير العود " الذى حفل بإبداعات الفنان حسن عطية عبر صوت سفير النوايا الحسنة د . الكابلى ، دار حوله جدل عميق وكثيف لا حول الاداء الرائع فحسب، بل إمتد الى حقوق الفنان الراحل حسن عطية وإشكالية الواجبات تجاه ذلك ..

ولابد أن نشير هنا إلى أن مفردات مثل التقنية ، الادارة ،المال ،الملكية ، لم تعد هى تلك المصطلحات التى الفناها سابقاً قبل حمى ثورة التغيرات ، ثورة الانتقال من القيم الملموسة والموجودات الى القيم المعنوية والابداعية ، فهذه ذاتها وإن بدت مصطلحات معروفة وشائعة ، فقد أضحت مصطلحات ذات دلالات إضافية لما ألفناها ، فإن كانت العلوم والفنون الكلية قد طرأ عليها تغيير فى الدلالات فماذا يكون الحال بشأن ما يندرج تحتها من اصطاحات وعبارات فرعية ؟!

ومن المصطلحات التى شاع استخدامها مؤخراً مصطلح المِلكية الفكرية ، intelctual properties وليس كما يردد البعض اعتباطاً المَلكية kingdom ،وهى منظمة عالمية مقرها جنيف وتقدم بحماية حقوق المبدعين من التغول .

وعن الالبومات الاخيرة التى بدأت فى الظهور مؤخراً لكبار المطربين أمثال حسن عطية وابو داؤود والكاشف ، فإن المصنفات الادبية والفنية قد احتاطت بما يضمن لهؤلاء المبدعين كامل حقوقهم الادبية والمادية ، وهذه الحقوق تذهب تلقائياً إلى ورثتهم ..

ونصت قوانين المصنفات على ضرورة أخذ الأذن الموثق كتابة من ورثة هؤلاء الفنانين باعتبارهم أصحاب حق أصيل في ألحان مورثهم، ولا يسقط هذا الحق إلا بانقضاء 50 عاماً من وفاة من ورثهم، وينطبق هذا الحق على ورثة الشعراء، أما إذا كان الشاعر حياً فلابد من أخذ موافقته كتابة.

وحتى الألبومات المعادة منتجتها بأصوات الفنانين الراحلين أنفسهم مع ادخال توزيع موسيقي حديث عليها، كتجارب بعض الشركات في إعادة انتاج ألبومات بأصوات الفنانين الذين رحلوا أمثال مصطفى سيد أحمد وأحمد المصطفى وخوجلي عثمان وأبو داؤود وغيرهم، فحتى هذه يستوجب فيها أخذ الاذن من ورثة المغنين باعتبارهم أصحاب حق (مجاور) خاص بأصواتهم التي تنبعث من جديد..

نحن نشد على يد الأمين العام للمصنفات الأدبية والفنية الأستاذ الشاعر الجميل التجاني حاج موسى، على هذا الجهد المقدر، والمثابرة الجادة التي تسعى للتعريف بالملكية الفكرية لتصبح مشاعة بين المبدعين وبين كل الجماهير المتلقية لهذا الزخم المتواتر من الابداع.
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب