من كان بلا خطيئة..!!

بقلم : نشأت الامام

 

يخطئ الكثيرون في زماننا هذا في نظرتهم للنقد بمختلف أشكاله واتجاهاته, فالنقد ليس هو ابراز المساؤى بقدر ما هو استظهار للعمل الفني أو الأدبي ولجميع جوانبه.
ويجب حينما يتصدى أحد ما للنقد أن لا يقتحم ميداناً ليقال أنه ناقد, وأن لا يمتهن النقد كأداة تعبيرية تترجم عن ذاته فيما يريد قوله, متخذاً من الذين ينتقدهم وسائل الى هذا القول, بل يجب أن يكون النقد لديه عملية ابداع, كشف, تقويم, ارشاد وتوجيه.. يجب أن يكون صاحب مهمة.. يدرك مهمته وينهض بها.
وفي الآونة الأخيرة ظلت الساحات الفنية تجأر بالشكوى مما وصل اليه حال أهل الفن من تناكف, وهمز ولمز, لم يسلم منه الكثير من الشعراء الفنانين والدراميين وحتى القائمين على أمر هذه الابداعات.
والمؤسف في الأمر هو ذلك التجريح والعبارات التي تكون أقرب للسب الشخصي دون مراعاة لأصول اللياقة في التعامل مع النقد.
فالنقد مهمته هو التبصير بالعمل وان كانت هناك سلبيات أظهرها الناقد فيجب عليه أن يوجد لها البدائل ويقترح لها الحلول المناسبة, وأن يبين رؤيته تلكولكن مع الاحتفاظ بالاحترام للأشخاص, لأنك تقوّم عملاً وليس شخصاً.
وكذلك فاننا نرى أن كثير ممن يصيبهم رذاذ الانتقاد يقيمون الدنيا ولا يجلسوها, ان تعرض لهم ناقداً يفند ما قاموا به من أعمال, فيفتحون عليه أبواب الجحيم, ويتناسون أن العلاقة بينهم وبين الناقد يجب أن تكون في اطار العمل المعني بالنقد, وأن لا تتجاوز ذلك الى أبعد منه.
وهنا علينا أن نقف برهة مع ذواتنا, في حالة من النقد الذاتي, وسنجد الكثير الذي يحتاج الى تقويم, ويجدر بنا أن نبدأ بأنفسنا, ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.
ونتمنى أن تكون العلاقة بين الناقد والمبدع مبنية على الاحترام المتبادل بعيداً عن الاسفاف, وعن التراشق غير المسؤول.. (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). صدق الله العظيم
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب