تحقيق حول كتاب الفن التشكيلي السوداني

بقلم : نشأت الامام

 

البشير سهل : استخدم راشد دياب سلطته هنا بشكل غير صحيح

ابراهيم العوام:لم يستشرني المؤلف في نشر احدى صوري التشكيلية!

شبرين : الكتاب مبادرة طيبة تستحق الشكر

أحمد عبد العال : هذا كتاب نافع للحركة التشكيلية

راشد دياب : شرعت في اعداد الكتاب الثاني عن التشكيلي السوداني

مقدمة :

أثار كتاب التشكيل السوداني الذي وضعه الدكتور راشد دياب ضجة صحفية هائلة اذ يرى بعض التشكيليين ان الكتاب الصادر عن الاليسكو ينبغي ان تقوم باعداده لجنة خاصة والا ينفرد بوضعه مؤلف واحد . قامت الرأي العام باستطلاع الحركة التشكيلية فيما تراه صائباً حول هذه المسألة . وهنا نسجل إفادات عدد من التشكيليين الكبار العاملين في الحركة التشكيلية السودانية المعاصرة .

(المحرر)

البشير سهل :
 كتاب راشد دياب فرصة اتيحت للتعريف بالتشكيل المعاصر في السودان . وقد اعطيت هذه الفرصة للدكتور التشكيلي راشد دياب . ولكنه استخدم هذه السلطة بشكل غير صحيح حيث قدم التشكيليين بصورة لاتمثلهم . والى جانب هذا فالكتاب يطوي حقباً من الغياب . ورغم هذا فهو يعتبر وثيقة رسمية عالمية مما يجعله مرجعاً عالمياً . وكان للكتاب ان يصدر بصورة مؤسسية باعتباره الكتاب الأول ، فمن الأسلم ان يسهم فيه اتحاد التشكيليين ، برغم الخلافات التي أقعدتهم عن اصداره . وكان يجب على وزارة الثقافة ان تقف عند الحد الأدنى لاصدار هذا الكتاب وراشد دياب لا يعدو كونه واحداً من التشكيليين ، ومن ثم فهو لا يعبر عنهم بشكل كلي .

الفنان التشكيلي ابراهيم العوام :
لدي عملان صورا في هذا الكتاب . ولكن أحد العملين لم يعرض من قبل ولم ينشر . وصدمت .. لان الدكتور راشد دياب لم يشاورني في هذا . وأنا لا أوافق على نشرها على الاطلاق ، ومن حق الفنان أن يحجب بعض أعماله من جمهوره اذ كان العمل لا يصلح للعرض أصلاً . وقد قمت ببعض الإجراءات لايقاف هذا ، حيث طلبت ايقاف توزيع الكتاب بواسطة المصنفات الفنية والادبية . وأنا ممسك عن التعليق ، حتى تتم التسوية بمعرفة جميع الأطراف.

البروفسور شبرين :
المبادرات الفردية في هذا المجال مبادرات طيبة ، تحتاج للوقوف خلفها . والدكتور راشد دياب ملم باصول النشر وادبياته ، ولديه تجارب ثرة في أوروبا في هذا المجال وليس هناك حجر على أي شخص لأن يكتب ولكن للنقاد الحق في نقده وتقويمه.
وأنا مع تجربة كل فنان سودان يكتب عن التشكيل . أما عن تكليف وزير الثقافة للدكتور راشد دياب لاعداد هذا الكتاب فهذا يسأل عنه وزير الثقافة وأنا متأكد ان لديه الاجابة المقنعة على هذا السؤال.

الدكتورأحمد عبد العال :
أعتقد أن هذا الكتاب نافع جداً على صعيد التعريف بالحركة التشكيلية المعاصرة، وجذورها التاريخية ، وهو يمثل وثيقة مهمة ظلت غائبة عن حياتنا الثقافية منذ سنين طويلة (منذ عام 1980م) عندما قمت في مهرجان الثقافة الثالث باخراج كتابين في التشكيل. هما كتاب التراث والمعاصرة ،وكتاب الفنان والأفكار . ولم يظهر على الاطلاق من يسعى لتطوير فكرة هذين الكتابين ، الا في هذه التجربة التي أخرجها الدكتور راشد دياب.

الدكتور عادل كرداوي الأمين العام للمنظمة الوطنية للأليسكو:
أريد أن أصحح معلومة ، هي أن برنامج إنتاج أعمال تشكيلية من الدول العربية ليس برنامجاً خاصاً باليونسكو ، وأنما هو يخص المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الاليسكو) وهو ضمن سلسلة برامج لنشر الفنون التشكيلية . وهو نماذج من أعمال التشكيليين تم تنفيذه من قبل لعدد من الدول العربية.. وقد جاءت مشاركة السودان في هذا البرنامج بمبادرة من الاستاذ عبد الباسط عبد الماجد وزير الثقافة ، حيث تحادث مع دكتور المنجي بوسنينة المدير العام للأليسكو . وقد تمت الموافقة على هذه المبادرة دون طرح هذا الموضوع على القطاع المعني بالأليسكو في تونس .

عبد المجيد عفيفي تشكيلي شاب :
لماذا كل هذه الضجة ؟ هل لأن التكليف لهذا الكتاب طوى خلفه مبلغاً مالياً ضخماً ؟ هل لأن الجهة التي مولته هي من الجهات التابعة للأمم المتحدة ؟ أم أنه اول كتاب للمكتبة التشكيلية السودانية ؟ .. ام هناك تصفية حسابات ؟
ان هذا الكتاب لا يستحق كل هذا الضجيج لان هناك من القضايا ما هو اكثر أهمية . فهناك اتحاد التشكيليين الذي يعاني من التجاهل والتهميش من قبل الجهات الثقافية الرسمية وهنا قضايا كلية الفنون الجميلة . ولكن هذه الضجة هي تصفية حسابات .. وكان الاجدر ان تنبري هذه الاقلام لمعالجة القضايا المهمة في الساحة التشكيلية . فالكتابة هنا تتكلم عن ظل الخطأ . عموماً انني أحترم هذا المجهود المقدم من الدكتور راشد دياب فهذا الكتاب نجح في عرض أعمال لأجيال مختلفة وابان عن بيانات تشكيلية قديمة وحديثه .. فيجب ان نقول للدكتور راشد دياب مبروك.

الدكتور راشد دياب :
ان هذا الكتاب (الفن التشكيلي في السودان) هو كتاب مبدئي عن التشكيل في السودان مع عرض نماذج لأعمال بعض الفنانين التشكيليين الذين أثروا مسيرة التشكيل في السودان. وهذا الكتاب ليس هو كاتلوجاً او موسوعة تشكيلية ، أنما يعطي فكرة عامة عن التشكيل في السودان . وقد أعترف الكثيرون (دعك من رؤيتي) بأن أهداف الكتاب تطابقت مع أهداف الأليسكو في التعريف بالفن التشكيلي السوداني.
كما أنه لا توجد تجربة سابقة في السودان في تكوين لجان للأشراف على طباعة أو أصدار كتاب عن التشكيل . وحتى منظمة الأليسكو لم تسع لتكوين لجان لاعداد الكتب التشكيلية الصادرة عن البلدان العربية فكتاب الفن التشكيلي في سوريا اعده الاستاذ طارق الشريف . وكتاب استحضار المكان وهو دراسة في الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر وكتاب الفن التشكيلي المعاصر في الاردن من اعداد الدكتور ابراهيم النجار . وكتاب الفن التشكيلي في تونس تأليف على اللواتي . كل هذه الاصدارات اشرفت على طباعتها الاليسكو. ولم يرد ذكر لجان في أي منها . انما أصدرتها المنظمة تحت اشراف أفراد بعينهم . وهذه سانحة اتيحت للسودان وكان يمكن ان تضيع . والاليسكو رصدت مبلغ (60 الف دولار) لطباعة هذا الكتاب . عندما تأخرت اللجنة عن تسليم الكتاب في الموعد المحدد تم تحويل المبلغ (30 ألف دولار) الى دولة عربية أخرى ، وتم تخصيص الـ (30 ألف دولار) الأخرى للسودان . وهذه مشكلة في حد ذاتها. ودعوة للوقوف على أمر المبادرات الخارجية ، والفرص التي تضيع على السودان لتقاعس أعمال بعض اللجان . ومبلغ الثلاثين الف دولار هي الميزانية المرصودة لتكلفة الكتاب من حيث تصميمه وطباعته وليست مرصودة للمؤلف . وما أثير عن كون الكتابة رسالة دكتوراة . فالدكتوراه هي أجازة بحث . وهذه الاجازة تؤهلك لان تصبح باحثاً في مجال التخصص المعين ، واذ لم تنتج من الدكتوراة عملاً تصبح هذه الدكتوراة بلا جدوى.

ولا اذيعكم سراً ، ان أعلنت هنا عن البداية لأعداد الكتاب الثاني للتشكيل في السودان والذي سوف أقود فيه حواراً متكاملاً مع كل الفنانين التشكيليين في السودان . وفي اعتقادي بأن مسيرة الكتابة عن التشكيل في السودان قد بدأت ولن تتوقف وان وقفت أمامها المتاريس والعوائق.
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب