الشهرة والهجرة

بقلم : نشأت الامام

 

ونحن نستشرق عاماً هجرياً جديداً, ونستدعي في ذاكرتنا أياماً خالدات لهجرة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه, تلك الهجرة التي غيرت في تاريخ البشرية وحملت رسالة سامية أرست دعائماً ومرتكزات أخلاقية وسلوكية ستظل خالدة الى يوم يبعثون.
ونحن نحتفل بهذه الذكرى العظيمة , تطل علينا الفضائيات العربية وهي تحتفل بطريقتها الخاصة والمعهودة, تلك الاحتفالية التي لا تخلو من اسفاف وابتذال.. وهلمجرا..
فالقاسم المشترك والديدن الذي لا حياد عنه في جل القنوات العربية أصبح ذلك البث الكثيف لأغنيات الفيديو كليب, وما انفك التباري بينها يسعر يوماً تلو الآخر.. وليت التباري كان مجاله الكلمات ذات الدلالة المحفزة على علو الهمة ومكارم الاخلاق, والتي تصب في خانة القيم الفاضلة والمعاني الجميلة, أو كان التنافس على اثراء الساحة الفنية بجميل اللحن ولذيذ الشدو..
ولكن.. !!
التنافس سادتي في أوج اشتعاله في تقديم اللقطات الأكثر سخونة, ولا شيء آخر..!
فأغنيات الفيديو كليب صار قاسمها المشترك هو تلك العروض التي تحكي كل لقطة فيها عظم الانحلال.. وعن العمق السحيق والدرك الاسفل الذي وصل اليه الاعلام المرئي في عالمنا العربي, والذي يحاول جاهداً اللحاق بركب التحضر, ويجاهد ليطرق أبواب العالمية, ولكن للاسف.. يطرق الباب الخطأ..
والعولمة ليست وبالاً كلها, فهي سوقاً حرة كل يعرض فيها بضاعته من دون حواجز او جمارك.. فيجب أن نميز بين الخبيث والطيب, وبين الذي نقتدي به وذاك الذي علينا تحاشيه, وعلينا أن نعرض بضاعتنا وأن نباهي بها الأمم, ونحن الذين ذكر المولى عز وجل أننا خير أمة اخرجت للناس, وها نحن الآن نقبع في ذيل الأمم بجدارة.
علينا الترفع عن هذا السخف, وأن لا نسلم عقولنا لهذه السموم المعبأة في علب أنيقة وتحت مسمى الفن.. وأن نعي ما الذي يحاك لنا باسم هذا الفن الخليع, فليس ببعيد استضافة قناة السي ان ان الامريكية الصهيونية لفنانة ادعوا انها تمثل الفن العربي الحديث, ويجب ان نعي مرامي قولهم انها هي الوجه المضيء للعرب وذلك لتغيير الاتجاه السائد بان العرب ارهابيون.. وبئس الفن ان كان كما يدعون..
ونتساءل في براءة.. من هي هيفاء وهبي وما رصيدها الفني الذي يجعلها على سدة الفن العربي..؟ أين هي من ام كلثوم ونجاة الصغيرة.. بل اين هي من ماجدة الرومي..؟ ولكن ولأنها اكثر انحلالاً وليس سوى ذلك..!
والتميز والنجاح والأفضلية عندهم هي بمقدار ما يظهر من لحم حي.. فكلما زادت المساحات المعروضة كلما ارتفعت صاحبته في سلم المجد والشهرة.
وللحديث بقية..

في بريدي رائعون
لم اجد سوى هذا العنوان الذي كتبه يوماً الشاعر الاديب د. معز عمر بخيت لأصف روعة الأصدقاء والقراء الذين تفاعلوا مع كثير مما اثرنا في هذا العمود, وآراؤهم القادحة والمادحة ساعدتنا كثيراً في تشكيل الكثير من الرؤى لما نكتب..
وتحية خاصة للأديب الخبير الزراعي د. أكرم اسماعيل الدليل الذي أفادتنا أفكاره ومقترحاته كثيراً..
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب