قليلاً من النبق لهذه القرود

بقلم : نشأت الامام

 

دوما في عطل الأعياد يرتفع معدل الحفلات والمناسبات العامة والخاصة .. وهذه عادة ارتبطت ربما للتبرك بهذه الأيام المباركات..
في العطلة الفائتة وأنا بمدينة ودمدني لفت نظري بصورة كبيرة الزيادة المضطردة في أعداد الفنانين الشباب والذين شكلوا حضوراً دائماً في معظم المناسبات في المدينة.
وربما كانت هذه الظاهرة موجودة في معظم المدن السودانية وليست حكراً على مدينة ودمدني وحدها, ولكن ظهور بهذه الكيفية فانه لابد أن يكون ظهوراً كمياً وليس نوعياً.
نعم.. فمعظم هؤلاء الفنانين لا يلمون بأبجديات المكونات الشخصية والفنية للفنان, فعندما يطرق سمعك صوت أحدهم وترى صورته أمامك, ينتابك احساس جارف بأنك أمام مهرج أقرب منه لفنان..!
وحتى كلمات الأغاني التي تردد, أقل ما توصف به أنها خارج منظومة الذوق العام, فعبارات تنتقل بك بين (قرد , ونبق) حتى يخيل لك أن تقف الآن وسط حديقة للحيوان, ولا تقف في سرادق مناسبة جميلة.
ورحم الله أياماً كنا نستمتع فيها بهذه المناسبات, وكنا نعرف أن المطرب الفلاني سيغني اليوم في الحي الفلاني, وكنا مجموعة كبيرة جمع بينها حب الفن الراقي واللحن العذب, وكان فناني ودمدني قمة في الرقي والروعة, فتاح السقيد, عباس جزيرة, محمد مسكين, عادل هارون, وغيرهم, وجاء بعدهم عصام محمد نور وياسر سيد خليفة وعمر جعفر, كان كل هؤلاء يعشقون فنهم ويحترمونه .
نحن لسنا ضد هؤلاء القادمين الجدد, ولكنا ضد هذا الاسفاف وهذا الابتذال والانحطاط, ونسألهم أن يعطوا لهذه المدينة العظيمة حقها ويحفظوا لها ريادتها في هذا المجال.
ومن النكات الفنية التي قصها علي احد رفاق الصبا, الاخ الدكتور عاصم عثمان بكري ابان تعليقنا عما آل اليه حال مدني, أن ظريف المدينة (زراع) حينما سألوه عن مدني وهي تتهيأ لتكون عاصمة للثقافة السودانية, فرد عليهم بكل تلقائية: (حليل مدني.. فنانها الأول بقى من الشبارقة)..! فتأمل.
مع كل الاحترام والتقدير للفنان المهذب محمد شبارقة.

نشأت الامام

 

راسل الكاتب