التجربة الفنية الثرة للفنان الواعد معتز صباحي, نعتقد أنها انموذجاً يحتذى به لكل الفنانين الذين يخطون خطواتهم الأولى على سلم الفن الغنائي بالسودان.. وذلك لارتكازه على ارث راقي من فن الغناء السوداني.

فالفنان معتز بدأ الغناء في سن مبكرة وكان المرتكز الأساسي الذي اعتمد عليه حينئذ هو الموهبة الفطرية التي حباه الله بها, وأذكر أنني قد استمعت لأحد الأشرطة المسجلة من احدى الحفلات الخاصة بالمملكة العربية السعودية, وحينها تساءلت بدهشة بالغة عن صاحب هذا الأداء الراقي.. فعلمت أنه فتى يافع غض العود يدعى معتز صباحي.

وتحضرني هنا مقولة الزميل الأستاذ بخاري بشير سكرتير تحرير الرأي العام الذي حكى لي عن أبناء المرحوم الموسيقار أحمد حامد النقر, وذلك ابان عرض احدى حلقات البرنامج الذائع الصيت -أصوات وأنامل- أنه وفي احدى الحلقات, استضاف المبدع عوض بابكر مقدم البرنامج, ثلة من الشباب, ومن بينهم كان معتز, وحينما غنى (كيف الحياة غير ليمك) لم يتمالك المبدعان محمد وصلاح احمد النقر نفسيهما, من أن يطلقا صيحات الاعجاب بذلك الاداء الراقي.. وشهدا بأن لهذا الفتى شأن سيرتقي اليه ذات يوم.

وهي شهادة من موسيقيين يتنفسان الموسيقى ويملأن بها رئتيهما, كيف لا وأبوهما الموسيقار النقر, ووالدتهما المرحومة مهلة العبادية.

على العموم هكذا كانت بدايات معتز التي أنبأت بتفوق عظيم, ولأن للتفرد خصوصيته, أصبح معتز صباحي رقماً متفرداً لا يمكن تجاوزه.

فبعد عودته من السعودية انكب على الفن يمنحه جل وقته وكثير من جهده, وكان هذا النتاج الراقي.. ألبومين طرح اخرهما قريباً, كل واحد فيهما يحكي عن حضور زاه, وتحليق في عوالم من الشجن المحلى بعذوبة لا متناهية, وألحان مموسقة وأداء أقل ما يوصف به أنه راق.

معتز صباحي.. تدرج في تناوله الفني, فبدأ كدأب معظم الفنانين مردداً لأغنيات كبار المطربين, ورويداً رويداً بدأ في نتاجه الخاص, وحتى الأغنيات التي ظل يرددها في الحفلات الخاصة, خلت تماماً من تلك المفردات الركيكة, -جلابيه, عربية,- وغير ذلك من الأغنيات الأكثر هبوطاً من مستوانا الرياضي.

وأجمل الأغنيات التي ارتبطت بالمبدع معتز أغنية _بت النيل_ رائعة فناننا عميد الفن السوداني الأستاذ أحمد المصطفى.. فتأمل.

طوبى لمعتز هذه النجاحات وهذا القبول الحسن الذي وجده عند المستمعين والمستمتعين بهذا الصوت القادم باتئاد.. معتز صباحي.

نشأت الامام