راية (إستغلالنا) وأشياء أخرى!!

بقلم : نشأت الامام

 

الخرطوم عاصمة السودان, زارتها بواكير نهضة عمرانية شاملة وهاهي الآن تتبدى شوارعها يكسوها (الزفت) الأسود, كشعر حسناء يحاكي سدفة الليل البهيم.

ويقال أن هذا الترميم الذي طال معظم الطرقات له علاقة بائنة –بينونة كبرى- باختيار الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005م.

ما أردت الاشارة عليه هنا وعلى ذكر شوارع الخرطوم, هو تلك الملصقات التي تملأ جوانب كل الطرقات -وحتى الجسور لم تسلم منها- تعلن عن الفنان الفلاني أو الندوة الفلانية.. وكل هذا بلا تحديد لمكان معين توضع فيه هذه الاعلانات.

والملاحظ أن هذه الملصقات تثبت أولاً بطريقة عشوائية لا تراعي النواحي الفنية أو حتى الأدبية, فهي عبارة عن تشوهات تذر ما تبقى من جماليات الشوارع المهيضة أصلاً, وتفتح الباب مشرعاً لنتساءل..

أين هي وزارة الشؤون الاجتماعية والثقافية..؟! وأين المحليات من هذا السخف..؟! بل وأين المصنفات الفنية والأدبية؟!

وعلى ذكر المصنفات الفنية والأدبية, نتساءل بمنتهى السذاجة.. عن تلك الملصقات التي توضع على جدران الأسواق وعلى المركبات العامة, من صرح بها..؟! ومن أقر بذلك..؟!

تلك الملصقات لنا فيها مآخذ كثيرة, وذلك من حيث تنافيها والذوق العام, بعرضها لصور فتيات تذكرنا بتجاوز اللاعب الفنان (جكسا) لخط الـ (18) وتوغله للخط الذي يليه في مواجهة المرمى..

وهذه الصور تعرض رديفة لصور عمالقة فنانينا, فمثلاً تجد وردي ومقطع من أغنية:

صعيب وصفك لأنك هالة كلك ضي

وفوقك هيبه وأجمل قامة وأسمح زي

ومن خلف وردي وأغنيته تجد فتاة عارية كاسية تبتسم ابتسامة بلهاء لا تخلو من غنج.. ولا أعتقد أن وردي يشيد بزي كالذي ترتديه هذه الفتاة!!

ولا يراعون حرمة لميت, فحتى مصطفى سيد أحمد –طيب الله ثراه- رأينا رأسه ينتقل من جسد لآخر عبر معالجات تتم بالكمبيوتر, ورأيناه كيف يرتدي (التي شيرت وخلافه) وأحياناً أخرى يرتدي ما لا يليق به!!

والأدهى والأمر أن العبارات أو مقتطفات الأغاني لا تكتب بالطريقة الصحيحة, ويكفي أن نورد مثالاً واحداً لملصق يحمل صورة العملاق وردي وخلفه علم السودان تحمله احدى آنفات الذكر ومكتوب عليه:

اليوم نرفع راية _إستغلالنا_

وحقاً انه بئس الاستغلال والاستغفال..!!

لكن..!! اذا كان رب الدار للدف ضارباً...., فمشروع ترقية الذوق العام أحد اللجان (المنبثقة) من (إنبثاقات) وزارة الشؤون الاجتماعية والثقافية وفي احدى ملصقاتها –كما حدثنا الأستاذ الأديب الأريب الشاعر, خالد فتح الرحمن_ أنه وجدها مكتوبة هكذا:

(مشروع ترقية الزوق العام)!!

فتأمل..!!

 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب