من شابه أباه فما ظلم

بقلم : نشأت الامام

 

الفنان القدير عبد العزيز محمد داوؤد, أو أبو داؤود كما يحلو لمعجبه تسميته, فنان متفرد.. جاء من مدينة عطبرة ارض الحديد والنار.. يحمل مشعلاً أضاء به دياجر ليالي الخرطوم وأهدى الأغنية السودانية أعذب الألحان وأرق الأغنيات التي كانت -ومازالت - ملء السمع..

من منا لم يأسره صوت أبو داؤود وهو يردد في لوعة وشجن (هل أنت معي؟) أو (صوحت في الروض زهرة),وكان أبو داؤود من رواد الأغنية السودانية ومن رعيلها الأول الذي أرسى دعائم الأغنية بشكلها الحالي, وكان حاضر البديهة وكان حسه التطريبي عال جدا.

الآن نقلت الأخبار الواردة من الدنمارك تفوق اعلامي نادر, وذلك لفتى سوداني الأصل دينماركي الجنسية, اختطفته أكبر القنوات الانجليزية وتدعى سكاي تشانل.

هذا الفتى السمهري اللون, أسمر الجبهة كالخمر في النور المذاب, يسمى داؤود عبد العزيز محمد داؤود.

وداؤود الذي درس الاعلام المرئي والمسموع في امريكا والدنمارك يعتبر من انجح الاعلاميين في كوبنهاجن,.. وذلك بعد العقد الذي وقعته معه القناة الانجليزية والذي يبث من خلاله برنامجه لأكثر من 440 مليون مشاهد في أوروبا..

واشتهر داؤود باسم د.ليفنجستون, وذلك الاسم اكتسبه من اسم برنامجه الشهير -زاوية د.ليفنجستون- وهو برنامج يعنى بالتعريف بالثقافة الافريقية والتراث الافريقي, ويقدم داؤود البرنامج وهو يرتدي زيا افريقيا مميزا, يعتز به كثيرا.

حري بنا نحن كسودانيين أن نعتز جدا ونفتخر بهذا الاعلامي الفذ, والذي صار ابداعه على كل لسان في بلاد العم سام, ويجدر بنا أن نقتنص فىصد تواجد الأخ داؤود في السودان لنستقي من فيض تجربته الاعلامية الزاخرة, علنا نرتاد آفاقا ونفتح كوة للضوء تشع ببعض من نور على كثير من ظلامات الاعلام المرئي في بلادنا وفي تلفزيوننا القومي.

ولأبو داؤود ألف وألف دعاء بالرحمة بقدر ما اعطى وبقدر ما ابدع, ولداؤود وساماً من الحب والاعزاز نقلده له على صدره وهو يحمل انموذجاً ناصعاً لقدرة السوداني على التفوق.. وحقاً من شابه أباه فما ظلم..!
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب