الموصلي يرد

بقلم : معتصم عيدروس

 

 الموسيقار يوسف الموصلي:

وردي ألحانه مكررة ولن  أتعامل معه ما حييت!

 

عندما طرح الفنان محمد وردي آراء ساخنة جدا في حق الموسيقار يوسف الموصلي على صفحات «مجلة الخرطوم الجديدة» ، وقال ان تجربه الموسيقية معه فاشلة ، اقامت هذه التصريحات الدنيا ولم تقعدها وظل الناس في ترقب لسماع صوت الموسيقار يوسف الموصلي ومرافعته ضد هذه الاتهامات .. اتصلنا على الموسيقار يوسف الموصلي بالولايات المتحدة الامريكية وحصلنا منه على جملة من الافادات مع ترحيبنا بكل وجهات النظر الأخرى.

أجراه طارق شريف ومعتصم عيدروس

 

ماذا عن رسالة الدكتوراة التي تنوي التحضير لها عما قريب؟

رسالتي للدكتوراة هي عبارة عن سيمفونية من اربع حركات يستغرق زمنها مابين نصف الساعة الى ثلاثة ارباعها السيمفونية اسمها «نهر النيل» وسأقوم ببحث ميداني لتسجيل بعض الالحان الشعبية عند بحيرة فكتوريا أوغندا وبحيرة تانا اثيوبيا ثم اخذ بعض الالحان الشعبية متتبعا مسار النيلين الى ان يلتقيا بالخرطوم ليصيرا نهر النيل والتكنيك الذي يتبع هو استخدام ما يسمي قالب التنويع الموسيقى.

 

مع إضافة الحان جديدة والكتابة الاوركسترالية ستكون لحوالي الستين عازفا.

انتهت المهلة التي حددتها لوردي ، ماذا تقول في باب الرد عليه وهو لم يعتذر؟

لقد اعتذر وردي ولكن ليس علانية عن طريق احد اقربائه والرسالة التي ارسلها لي موجودة معي وانا اقبل اعتذاره انني استجبت لهذا الصديق وبعض محبي واصدقاء وردي ولكنه فليعلم انني املك كل الادوات الفنية والعلمية لدحض اي نوع من الافتراء على شخصي وان وردي ممكن يفرد عضلاته على اخرين ولكن ليس على شخصي ، ولكن هذا ابدا لا ينفي تهانينا له كفنان قدير واقول له انك كمبدع سوداني نحن نقدرك ولكن لن نتساهل في الاشياء الاخرى.

 

#  هل صحيح ان تجربتك معه فاشلة في تقييمك الخاص لها وهل اضاف اليك العمل معه شيئاً؟.

 

دعني اقول لك ليس هنالك عمل فني كامل وانا لست براض ليس عن عملي مع وردي فحسب بل مع كل الذين عملت معهم واعمل على نقد نفسي ذاتيا . ان عملي مع وردي كان يعيبه عدم تماسك عنصر الايقاع في الآلات الايقاعية وتحديداً في اغنية ارحل والسبب في ذلك محمد وردي نفسه لانني سجلت له بالعود اولا لعدم خبرته حينها بالتغني على التراكات المتعددة ثم جعلته يغني ثانية وانا لم احضر العمل بنفسي على الكمبيوتر بل كتبته على الورق نفذه شخص اسمه عمر ولكن آلات الكمان عزفها اعظم العازفين في الوطن العربي ولم يتعود المستمع السوداني على مثل هذا الاداء الشفيف فاعتقدوا انه اورغ . لقد شارك وردي في هذا العمل في كل الخطوات وكنا نجلس على ارضية بيته ونأكل القراصة سويا وفي كل مراحل هذا العمل كان بامكانه ان يرفض فلماذا الآن.

 

واخيراً اقول لك فيماعدا العيب الذي ذكرته لك فانه لم يحدث ان تم توزيع موسيقي لوردي بهذه الجودة ولا في اغنية الود التي ظل وردي يحدثنا فيها عن توزيع اندرية رايدر وهو فعلا عالمي ولكن لم يكن هنالك توزيع ولا يحزنون وانا جاهز للتحليل الدقيق فمن قام بتحليل السمفونية رقم 102 لجوزيف هايدن كاملة بهارمونياتها وتعقيداتها الكاونتربوينتية وقفلاتها غير عاجز عن تحليل الود لوردي.

 

لست نادما على التجربة معه ولكنها لن تتكرر ماحييت.

 

#  كيف تلقيت نصيحته بان الاغنية لا توزع كما يوزع الصيدلي الدواء؟.

 

هذا كلام لا يليق به فمن لا يعرف معني كلمة توزيع لا يستطيع ان يتحدث بهذه الجزافية وليتذكر وردي شخصي الضعيف الذي جعل الانجليز يعزفون معه في مسارح لندن بفضل توزيعاتي وتنويتاتي وقيادتي ولكن من يقول البغلة في الابريق.

 

#  ماهي حقيقة الاغنيات التي قمت ومجموعة من العازفين بمساعدة وردي في الحانها؟.

 

انا لم اقل انني ساعدته في الالحان فعندما انتج وردي الحانه كنت انا طفلا يحبو ولكن هنالك العديد من الالحان عدلها العازفون من امثال عبدالله عربي وبريش ومحمدية وحتى الشباب الجديد صلاح دهب وميكائيل وغيرهم والوصية من الحان برعي وشعبك يا بلادي من الحان الطاهر ابراهيم وهنالك الحان للراحلين علي ميرغني وخليل احمد ، ووردي يستعير كثير من التيمات الشعبية النوبية في الحانه وهذا ليس بعيب بل تفكير جيد.

 

#  ما هور رأيك في وردي كملحن؟

 

ممتاز ولا شك في الكثير من الحانه كشكل كروكي ويسهم الاخرون في تشكيلها والمحصلة النهائية تكون رائعة وهذا هو الاهم ولكنه منذ التسعينيات توقف واصبحت الحانه تعاني من اسفكسيا السكون «التكرار التتابعي» وتكرار العبارات اللحنية في مواضع مختلفة من اللحن الواحد.

 

# ماذا عن خطواتك الفنية القادمة؟

 

عندما انتهي من سيمفونية النيل سيكون لكل حادث حديث ولكنني خلال ذلك اقوم بتسجيلين للبلابل وعمر بانقا واخر لشخصي.

 

#  ما رأيك في قول محمد وردي بان محمد الامين كسلان وكابلي مجتهد وحمد الريح ده السيد النقيب؟.

 

عيب قطعا ان يتحدث زميل عن زملائه بهذا الاسلوب الجارح فمحمد الامين عبقري والكابلي ان اكتفي بلو تصدق وحبيبة عمري لكافٍ هذا بان يضعه في لوحة الشرف للموسيقى السودانية وحمد الريح الذي غني الساقية وحمام الوادي من الحان الراقي ناجي القدسي وتائه الخصل من الحان وردي نفسه لايستحق كل ذلك يجب ان نحترم بعضنا البعض.

 

#  ماذا عن تجربة وردي مع الموسيقار راؤول؟

 

ماذا فعل الموسيقار راؤول لقد قمنا بعمل بروفات مضنية لاعمال وردي استغرقت شهرا كاملاً تحت قيادتي الكاملة للاوركسترا وشارك الجميع بالمقترحات والتعديلات ثم سجلنا العمل في الاستوديو واخذ راؤول التسجيل للكمبيوتر وقام بتفعيل برنامج يحول التسجيل الى نوت موسيقية وتم اعادة عزفها مع اضافات طفيفة جدا جداً.

 

وقمت انا بالتوزيع للكورال وسوف تندهشون عند سماعه. ولكن من يقول البغلة في الابريق والشكر لدكتور متوكل الذي مول هذا العمل من حر ماله وعرقه ودمه وانطبق عليه ماقاله وردي في اغنيته الرائعة ارحل «وقبضت الريح».

 

# هل توقف الموصلي عن الغناء؟

 

قطعا لا فانا احيي العديد من الحفلات بامريكا وانوي تسجيل سي دي جديد وربما اعود للسودان قريبا عندما تنفرج الاسارير وتعود الديمقراطية بإذن الله.

 

#  الاغتراب في رأيك يخصم من المغترب ام يزيده تجربة ويصقله؟.

 

في تجربتي يزيد صقل التجربة فانا اتعلم بنهم شديد وسيعرف شعبنا الابي من خلال الناتج كيف كنت افكر فيه كشعب جدير بمبدعين متعلمين.

 

#  الفنانون السودانيون في امريكا ماذا عنهم وهل يواصلون نشاطهم وماهي نوعية الجمهور الذي يستمع اليهم ؟.

 

نعم يواصلون نشاطهم غالبا مع الجمهور السوداني وانا لي انشطة على جانب اخر وهو الموسيقي العالمية الحديثة فقد عزفت اعمالي في كل من ايطاليا والمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وانوي المشاركة في مهرجانات القاهرة للغناء وتلك التي للموسيقي الكلاسيكية ايضاً.

 

#  وصول ارسال التلفزيون السوداني الى امريكا هل يفيد الاغنية السودانية في شئ؟

 

لا ما لم يتم اخراج حديث من حيث الفيديو كليب وجودة التسجيل الصوتي.

 

#  ماذا ينقص الاغنية السودانية لتأخذ مكانها وسط الغناء العالمي؟

 

ينقصها منتجون شجعان يفضلون الموسيقي كانتاج على السمسرة فلم يعد زمان رمي الاشرطة والسيديهات على النواصي والارصفة بمفيد فقد اضحي للفن صناعة مدروسة.

 

#  ماذا تريد ان تقول في الختام؟

 

احيي كل الزملاء الفنانين واحيي شعبنا الابي واليه اقول قول الرائع الكتيابي.

 

«أغيب عنك يغيب سر الحضور مني»

 

اقول لا بنائي الطلاب في كلية الموسيقي شدو حيلكم لمن نجيكم ان شاء الله وسنكون لكم سندا في المستقبل حتى وان تفوقتم علينا لانه عندما ينجح التلميذ فهو نجاح كبير للاستاذ وهكذا يكون مفهوم العلاقة بين الاجيال.. تحية خاصة للرائع عثمان حسين.

واقول لك اخيرا انا اقبل رأي ابو عركي العظيم في شخصي ، «واثق في قدراته التحليلية كموسيقار مقتدر وعريق».

 

معتصم عيدروس

 

راسل الكاتب