لقاء مع شاعر أغنية حبيبي جفا فؤادي

بقلم / عمر حسن غلام الله 

 

بالصدفة التقيته في أغسطس 2004م تحت شجرة الجميز (مقر رابطة الجزيرة للآداب والفنون) حيث عرفني به الصحفي نزار ميرغني، فانتهزت الفرصة لأجري معه هذا اللقاء، إنه العم المهندس حسن زين العابدين كوكو الذي تغنى له الفنان عثمان حسين أغنيته الخالدة: "حبيبي جفا فؤادي".

ويقول العم حسن أنه من مواليد مدينة الأبيض، وأنه بدأ حياته العملية في مشروع الزاندي في أوائل الخمسينات، إلا أنه استقر بمدينة ود مدني منذ العام 1955، والتحق بوزارة الري- القسم الميكانيكي- ورشة 114 في يناير 1956م واستمر به حتى عام 1987م حيث تقاعد عن العمل.

ويحكي العم حسن قصة أغنية "حبيبي جفا فؤادي" التي يغنيها الفنان عثمان حسين، فيذكر:

- أن يوسف فرح عثمان- نائب مدير مركز التدريب المهني بالخرطوم- صديقي الشخصي كان يزورني في مدينة الأبيض، وكنت أملك لوري، وكان يوسف يعزف على العود وأنا أنظم القصائد، وكنا نجلس سوياً فيغني قصائدي بالعود، وقد نظمت قصيدة "حبيبي جفا فؤادي" وغناها بالعود يوسف، وعندما رجع الى العاصمة- وهو عضو بنادي السجانة، وكذلك عثمان حسين- سمعه هذا الأخير يردد هذه الأغنية، فتعلق بها، وكان عثمان حسين في أوائل أيام ظهوره كفنان، وكانت تلك القصيدة أول السلم الذي صعد به عثمان حسين للمجد.

ويواصل ذكرياته العم حسن، فيتذكر:

- ومرت أيام، وذات يوم وأنا في مدينة جوبا سمعت من إذاعة أمدرمان الفنان عثمان حسين يغني هذه الأغنية، وعندما رجعت للشمال سألت صديقي يوسف فرح عن الموضوع، فأفادني بأن الفنان عثمان حسين طلب منه هذه القصيدة وتعلق بها، وأنه- أي يوسف فرح- وهبها للفنان عثمان حسين، وأنه عرفه باسم شاعرها (حسن زين العابدين).

وأما تعاونه مع الفنان صالح الضي؛ فيقول فيه:

- كتبت له قصيدة "أوعك تخلف الميعاد" التي نظمتها في فجر الصبا في الخمسينات من القرن الماضي، وكان المرحوم صالح الضي صديقاً حميماً لوالدي، وكان يزورنا بمنزلنا بمدينة الأبيض- وهو أصلاً من تلك المدينة- وسلمته القصيدة ورجوته ألا يخطر والدي بأنني شاعر هذه الأغنية خوفاً من والدي، وبنفس الطريقة قصيدة "يا جميل يا حلو الدم الشربات ما تكملوا * في الغرام مين يسألوا، يا قلبي حاول وأسألوا".

وللعم حسن ديوان شعر باللغة العربية الفصحى بعنوان: "الزنابق في العطر العابق" ويحتوي على 250 قصيدة، بالإضافة الى مشروع ديوان في مدائح المصطفى عليه الصلاة والسلام، وصلت قصائده الى الآن ثلاثون قصيدة مموسقة.

ويختم اللقاء معه بقوله:

- أنا أعزف على المندلين والكمان منذ أربعينات القرن الماضي، وأنا أول من أدخل المندلين الى الجزيرة بأسرها وكان ذلك عام 1956م.

- ولكن خير ما نظمت في حياتي الأدبية- على ما أعتقد- دعاء "التوسل للرحمن بأسماء سور القرآن" وهو دعاء منظوم من سورة الحمد الى سورة الناس، وهو بالسهل الممتنع.

- والحمد لله لا زلنا نعطي أدبياً في طاعة الله ورسوله، ولقد توقفت منذ ذلك الحين عن نظم القصائد العاطفية.

- في حياتي العملية اخترعت عدة آلات ومعدات لصالح وزارة الري، إلا أنه لم يتم الاستفادة منها.
 

عمر حسن غلام الله 

 

راسل الكاتب