من قلب الجزيرة

سامي عز الدين

بقلم : مجذوب عيدروس

 

النجم الذي تألق وتوهج ... وخبا .. وانطوت في القلب حسرة
تعرفنا اولاً علي الصديق عبده عز الدين حسن (رئيس اتحاد الطيارين) ونحن قد جئنا الي مدني الاميرية المتوسطة .. وكان قد سبقنا اليها .. طالباً ذكياً ، نباهاً ، ورياضياً من الطراز الاول .. وتفرقت بنا سبل الحياة.
ثم التقينا بمحمد عز الدين .. وقد رحل قبل سنوات قليلة _ في رحاب الفرق الرياضية بودمدني _ بسانتوس واللواء الابيض وللشباب ثم جاء سامي عز الدين وكان حارساً لمرمي سانتوس ثم نادي التضامن ثم نادي التضامن .. وفي مباراة شهيرة مع نادي النجوم اندفع سامي حارس المرمي بالكرة من مرماه حتي منطقة الجزاء حيث مرر الكرة لزميله (عصام الطريفي) الذي اودعها للشباك.. ومنذ ذلك اليوم غادر حراسة المرمي – لاعب وسط من الطراز الاول ، بتعقله وهدوئه .. ثم انتقل عبر مدرسة الهوارة الي نادي المريخ التي واصل فيها العطاء والتوهج ثم المنتخب الوطني.
وفي دورة سيكافا كان سامي عز الدين قائداً للمريخ حيث تسلم كاس البطولة في تنزانيا .. كأول بطولة للاندية السودانية وعمل مدرباً .. الخ .. التاريخ الذي يعرفه الرياضيون .. في انضباطه ورجاحة عقله ، ودقة تمريرة ، ولمساته الفنية الجمالية.
حينما نتحدث عن تلك الفترة التي عاشت فيها هذه الكواكب الدرية القادمة من مدني .. كنا نقولها بشكل يقارب الفكاهة .. ان عبدالحي محمد والد الشاعر الناقد د. محمد عبدالحي كان يعمل في مصلحة المساحة بمدني ، وكذلك السيد عز الدين حسن والد سامي وعبده ومحمد .. وكلهم عباقرة في ميادينهم .. وكان هذا نتاجاً للطبقة الوسطي التي اتيح لها حظ من المعرفة والوظيفة .. واخلاق وسماحة المدينة السودانية التي لا تفترق عن القرية في شئ من حيث الترابط والعلاقات الاجتماعية الواسعة.
ومن فرق الاحياء ( حي الدرجة) جاء سامي عز الدين ورفاقه الطاهر هواري ، عماد عبدالعزيز ، احمودي ، ولعبوا للقمة السودانية ( المريخ).. واليوم برحيل سامي عز الدين المفاجئ تنطوي صفحة هامة من صفحات المجد الكروي السوداني وتبقي في القلب حسرة.
غير ان المرء وهو يرنو الي هذه الفاجعة .. لا يملك الا ان يترحم علي روحه ، وان يبعث بالتعازي الي الصديق عبده عز الدين ولافراد الاسرة وللاصدقاء في الدرجة وودمدني وعموم اهل الرياضة في هذه الفاجعة الاليمة ولان ملك الا الدعاء وطلب المغفرة له وصبراً جميلاً.
ولا يستطيع احدنا مهما اوتي من بلاغة ان يرثي سامي عز الدين فهو نجم متفرد وعبقرية ومضت في سماء الكرة السودانية كشهاب اضاء لنا ، واعاد البسمة للجماهير التي احبها واحبته وبادلته اخلاصاً ووداً وتقديراً حيثما ذهب واينما حل.
ختاماً.. لقد شهدت بدايات سامي عز الدين منذ ان كان حارساً لمرمي سانتوس.. الي ان اصبح قائداً لفرقة المريخ ، والمنتخب الوطني ، واشهد انه لم يتغير، ولم يتبدل .. ظل كما هو لم تفتنه النجومية ، ولم يصبه الغرور ، ومرد هذا الي طبيعة نشأته في ودمدني التي تسطع نجومها، وتتزين بالبساطة والتواضع.
ولا نملك الا القول .. انا لله وانا اليه راجعون .. وصبراً جميلاً.. اسرته واصدقاؤه ورفاق دربه.

 

سامي عز الدين حسن إبراهيم
سامي عز الدين حسن إبراهيم من مواليد مدينة ود مدني.
برز منتصف السبعينات كحارس مرمى لمنتخب الجزيرة للشباب ثم لاعباً لمنتخب الجزيرة المدرسي للكرة الطائرة.
لعب لفريق التضامن بود مدني كحارس مرمى ثم كلاعب وسط في مدرسة الهوارة الثانوية في الدورة المدرسية.
لمع نجمه حينها في الدورة المدرسية عام 1976م.
وقع للمريخ في عام 1977م.
لفت الأنظار في أول لقاء للمريخ ضد الهلال.
توج المريخ بطلاً لكأس جامعة جوبا عندما أحرز الهدف الوحيد في شباك الهلال قبل ثوانٍ من نهاية المباراة.
كان نجماً بارزاً وهدافاً مرعباً للمريخ بجوار حموري وكمال عبدالوهاب.
لعب في وسط الملعب بجوار أباطرة الوسط المريخي.. بشارة عبدالنضيف وعمر أحمد حسين ومحسن العطا.
برز بشكل مدهش في مباريات المريخ ضد سلافا التشيكي وأحرز هدف الفوز في المباراة الأولى وهدف التعادل في المباراة الثانية كما برز في مباراة الوداد المغربي ضد المريخ والافريقي التونسي والزمالك المصري.
تم اختياره لمنتخب السودان للشباب المشارك في دورة الاسكندرية.
كما اختاره الخبير الألماني سيزار للفريق القومي السوداني.
كان كابتناً لمنتخب الخرطوم والذي لعب أمام فريق ليفربول الانجليزي بالخرطوم وانتهت المباراة بالتعادل 1/1.
تقلد كابتنية المريخ والفريق القومي السوداني.
كان له شرف حمل كأس سيكافا الأول «1986م» وكأس مانديلا عام 1989م وكأس دبي الذهبي عام 1987م وبذلك حقق مع المريخ أعظم انجازاته.
ترجّل الفارس واعتزل اللعب في العام 1990م.
إتجه للتدريب بعد أن نال كورسات تأهيلية وعمل مساعداً لمدرب المريخ الألماني هورست والعديد من المدربين الأجانب وكان يلبي نداء المريخ كلما كانت الحاجة له دون تردد وذلك لحبه الجارف للمريخ.
درّب عدداً من الأندية الأخرى كالخرطوم3 والتعاون وأهلي مدني وكان من ضمن المدربين الذين تم اختيارهم لتدريب فرق مجموعة شركات دال.
تم اختياره مؤخراً مساعداً لمدرب المريخ برانكو وسافر مع المريخ في معسكره الإعدادي بمصر وافادت الأخبار من مصر بأنه كان نعم الأخ والصديق والقائد لكل اللاعبين وأفراد البعثة جاء الموعد الذي لا يغير إذ اختاره الله إلى جانبه و فارق الحياة بعد أزمة قلبية مفاجئة..

مجذوب عيدروس

 

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه