من قلب الجزيرة

عمر ملكية

بقلم : معتصم عيدروس

 

قليلون هم اللاعبون الذين يعمرون في الملاعب ، وقليل منهم المخلصين الذين ينذرون انفسهم لانديتهم ويتزوجون بها زواجاً كاثوليكياً لا فكاك منه .. من بين هؤلاء اللاعبين يبرز نجم نجوم المنتخب الوطني والاهلي مدني عمر ملكية .. لاعب مهاجم قناص بمواصفات خاصة يتمناه جميع المدربين ، سعت خلفه اندية القمة حتي حفيت اقدام اداريوها لاقناعه بارتداء شعارها فرفض باباء كبير ان يرتدي غير شعار سيد الاتيام .
14 عاماً حافلة بالعطاء ظل خلالها مرتدياً شعار الاهلي المخطط الابيض بالاسود بلا شكوي ولا تعب ولا كروت حمراء .. ظل خلالها نعم القائد لفرقة الاهلي التي ظلت تحقق افضل الانتصارات وعمر ملكية يقود هجومها..
ظل اللاعب مثالاً للاعب صاحب الاخلاق العالية .. محبوب من كل جماهير الكرة بالمدينة من يشجع اهليها ومن يشجع اتحادها أو نيلها ..
لعب للاهلي وللمنتخب السوداني بكل اخلاص وتجرد وسطر اسمه بمداد من نور ضمن افضل اللاعبين في السودان .. ظل مهاجماً مهاباً من الخصوم يعمل له المدافعين الف حساب ومع ذلك يندر ان يخرج من مباراة بدون ان يوقع بقدمه أو برأسه على شباكها .. ظل يؤدي للاهلي مدني طيلة هذه الفترة بغيرة وحماس يندر وجوده في لاعبي هذه الايام .. ولذلك وجد هذه المكانة العالية بين اهله ..
لاعب بهذه المواصفات النادرة كان لابد ان يجد التكريم الذي يليق به وبالعطاء الثرء الذي قدمه ولذلك سعى الكثيرون لهذا العمل فكان الخليفة مبارك الديبة هو القائد .. ونعم القائد لهذه المسيرة التي توجت بأن يجد ملكية تكريمه اليوم كأفضل ما يكون وبمشاركة فعالة من نادي المريخ العاصمي الذي يتوجه بكلياته اليوم إلى مدني للمشاركة في هذا الحدث .. رغم الظروف الكثيرة التي كان يمكن ان تحول دون حضوره في هذا التوقيت بالذات ولكن لان عمر ملكية قد كان لاعباً بمواصفات خاصة فقد جاء تكريمه مسهلاً وميسراً ونتوقع له ان يحقق نجاحاً كبيراً لم يحظي بمثله لاعب من قبل.
مشاركة جماهير الكرة بمدني وانديتها واداريوها في هذه المناسبة كان سيكون لها وقعها الخاص في نفس اللاعب ولا اظن ان جماهير مدني العظيمة ستضن بالحضور لرؤية نجمها المحبوب وهو يرتدي شعار الاهلي مدني لآخر مرة وهو لاعب .
تحدثنا كثيراً عن ملكية وعن اعتزاله الذي جاء في غير أوانه رغم ان اللاعب ما زال قادراً على العطاء وقيادة الاهلي كافضل ما يكون .. ولكنها سنة الحياة .. ظل ملكية كلاعب مميزاً وها هو الآن يواصل التميز وهو ينال شهادة التدريب الاولىة ويعمل بجد واخلاص في اولى مواسمه مع التدريب وينجح في قيادة فريق الشعلة مدني لينال بطولة كأس السودان على مستوي المدينة ، ويواصل معه ليتصدر دوري اندية الدرجة الثانية في دورته الاولى ويواصل معه طريق الانتصارات في الدورة الثانية ليبدأ في حفر اسمه بمداد من نور وسط عمالقة التدريب في مدني والذين نهل منهم جميعا .. سعد الطيب. سيد سليم .. عبدالعال ساتي .. ولا ابالغ ان قلت ان ملكية سيجد مقعده معهم قريباً وسيأتي يوم يقود فيه الاهلي مدرباً كما قاده لاعباً من نجاح إلى نجاح.
نزل اليوم ينزل الفارس عمر ملكية من على صهوة جواده .. مكرماً من قبل اهله في مدني .. بعد ان ارتدى الرقم (9) طيلة اربعة عشرة عاماً .. فشكراً جزيلاً لكل من ساهم في هذا التكريم .. شكراً للاهلي مدني سيد الاتيام وللمريخ العاصمي .. وعلى رأسه جمال الوالي .. شكراً للخليفة مبارك الديبة ... ولنادي الشعلة .. وللاعلام الرياضي داخل وخارج المدينة .

معتصم عيدروس

 

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه