من قلب الجزيرة

ابراهومة سيد الاسم -2-

الجزء الثاني والاخير لمشاهدة الجزء الاول اضغط هنا

بقلم : معتصم عيدروس

 

أبيت ما أمرر الكورة لي ماجد بسبب الاستفزاز
أبو العائلة أوقفني من اللعب مدى الحياة!
علة الگرة السودانية في اللاعب وهو لا يستحق مليوناً واحداً !!
حاوره بمدني مجتبي عبد الرحمن * معتصم عيدروس
امتداداً لسلسلة توثيق الصحافة لنجوم الكرة في عصرها الذهبي حملنا اوراقنا حسب موعدنا المسبق والمضروب قبل شهر من الآن واتجهنا الى حي الزمالك بمدينة ودمدني .. حيث يزور كابتن ابراهيم محمد علي «ابراهومة سيد الاسم» وطنه الصغير مدني فكان ان استنطقناه بعد صمت طويل ليسرد تاريخاً ناصعاً لنجم كروي ملأ الساحة ابداعاً وفناً فاحبته جماهير المريخ وجماهير الكرة السودانية ، وما ان يتبادر اسمه الي الاذهان حتي يعود شريط المتوالية المريخية امام الهلال .. ابراهومة اللاعب الوحيد الذي يكون حضوراً دائماً عند كل لقاء قمة بوصفه من صناع الانجازالمريخي الذي تتفاخر به الجماهير المريخية .
استقبلنا في منزله وفتح لنا قلبه واسترجع معنا شريط الذكريات في حديث استمر لثلاث ساعات فماذا قال ابراهومة.

 

يعود الكابتن إبراهومة سيد الاسم لفترة المتواليات المريخية في شباك الهلال ويقول نحن كلنا كنا حريصين على غلب الهلال في كل مقابلة وحتى نتيجة المباراة السابقة بننساها وندخل المباراة بعزيمة وإصرار عشان كده بنلعب بشكل أفضل.

باصات بالمقاس:
يضيف إبراهومة قائلاً منذ ان لعبت للمريخ كنت حريصاً على أداء مهمتي كصانع ألعاب فكنت أوصل الباص للزميل بالمقاس ومحل هو دايرو وحتى في مباريات هلال مريخ ماجد كان يسجل أهداف طوالي من صنع باصاتي...
والمدرب كان يقول لي أنت مهمتك تدي ماجد الباصات لأنو سريع وشوات وفعلاً كنا بنغلب الهلال كده.
(16) قون في سنتين
يضيف الكابتن إبراهومة قائلاً كنا بنلعب كورة حقيقية وحتى المتواليات البتتكلموا عنها دي كانت في سنتين غلبنا فيها الهلال «8» مرات وأحرزنا فيها «16» قوون وأتذكر مرة أدوني حافز «30» جنيها كانت كتيرة طبعاً لكن كلها كانت فكة ريالات وأدوني ليها في كيس!!.
القوون بالشئ الفلاني:
يسترسل إبراهومة في الذكريات ويقول كنا دايماً نعسكر في بيت بشير حسن بشير وبعض الناس المروقين في تلك الفترة كانوا بجونا في المعسكر ويقولوا لينا الليلة تغلبوا الهلال القوون بمبلغ كبير ودي طبعاً كانت بتزيد من حماسنا داخل الملعب لأنو التحفيز ليهو دور كبير في أداء اللاعب وفعلاً كنا بنلعب ونغلب وكنا لمن ندخل الملعب بننسى الجمهور تماماً وهمنا كلو بيكون في المباراة وكيف ننتصر فيها..
قصة ماجد:
يقول الكابتن إبراهومة لما اتواصلت المتواليات المريخية في شباك الهلال أنتشى مشجعو المريخ وصاروا في قمة فرحتهم بالانتصارات لدرجة ان بعض أبناء المريخ المشجعين الميسورة حالتهم جاؤونا في معسكرنا بمنزل بشير حسن بشير وقالوا لي ماجد يا ماجد القوون الليلة بي مبلغ كبير أنت ما عليك إلاَّ تغلب لينا الهلال وحافزك عندنا ... طبعاً المسألة دي استفزتني جداً لأنو أقوان ماجد كلها بصنعها ليهو أنا ما أي زول ولو ما أنا لعبت ليهو ما بقدر يجيب قوون ، معقول نحن نديهو الباصات وهو يقبض الحوافز.
وزه ولا ماجد:
يضيف كابتن إبراهومة قائلاً استفزتني جداً حكاية الحافز لي ماجد دي... ودخلت الملعب وكنت بركز على التمرير لوزه وكنت لما أشوف ماجد بقوم أفاضل بين موقعه في الملعب وموقع وزه وأقوم على طول ألعب الكورة لي وزه .. وفي المباراة ديك بالذات خرج ماجد نظيفاً ولم يحرز أي هدف وخسرنا بقوون جكسا...
قصة القوون:
يقول إبراهومة طبعاً قوون جكسا جاء بخطأ في التغطية وجكسا لاعب بي قدمو اليسار وبدلاً من الإنتباه ليسراه أتاحوا له فرصة التقدم باليسار وهو لاعب حريف وشوات نفذ بيسراه في المرمى هدف قاتل كان ليلة المولد... غاب الفرح عن ديارنا وذهب لديار الهلال...
حالتنا صعبة
طبعاً الهدف ده لما جاء زعلنا جداً وانتهت المباراة فذهبت مع منصور رمضان إلى صديقنا الدكتور مصطفى وهو طبيب مصري يحب المريخ جداً وذهبنا ثلاثتنا نتناقش في هذه الهزيمة بالمقرن وتحدثنا إلى بعض بمرارة منذ انتهاء المباراة وحتى شروق الشمس ولم نتذوق طعم النوم أبداً وكنا من الزعل ما شايفين حاجة ولا فاهمين أي حاجة لحدي ما اتفاجأنا بشروق الشمس ودخول الصباح.
أبو العائلة أوقفنا مدى الحياة:
يعود إبراهومة للمباراة الشهيرة التي كسرت حاجز التوالي المريخي ويقول بعد المباراة التي خسرناها بهدف جكسا جئنا للنادي وكان أبو العائلة سكرتير النادي تم أيقافي وبعض اللاعبين عن اللعب مدى الحياة .. وهو كان متهمنا بأننا تواطأنا في هذه المباراة لذلك أصدر قرارا بإيقافنا.
اتجاه واحد:
يقول إبراهومة ان الراحل حسن أبو العائلة كان صعب جداً وهو راجل اتجاه واحد قرارو بمشي يعني بمشي وما في أي زول بقدر يكسر قرارو في النادي إلاَّ يتراجع هو براهو عن القرار.. بعد المباراة الأخيرة أمام الهلال جا النادي لقانا دايرين نشرب موية ليمون والجردل قدامنا قام دخل لينا فيهو كراعو وركلو وقال لينا تشربو شنو إنتو مغلوبين لما تغلبو بعد داك تعالوا أشربوا.. ونحن زعلنا جداً من تصرفو ده ولكن لا أدري ان كانت ذاكرتي جيدة أم لا وأن كمال سينا الذي كان يلعب بالمريخ في تلك الفترة قال لي أبو العائلة وضع طبيعي انك تعمل كده لأنك ما مريخابي وجايينا من الهلال.
الاتجاه لقطر:
بعد ان أوقفني أبو العائلة مدى الحياة من اللعب للمريخ.. كان حمد النيل محمد شقيقي يلعب لفريق التربية والتعليم بقطر وكان في تلك الفترة شيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزيراً للتربية والتعليم وهو راجل رياضي بنى الرياضة في قطر وطورها فأرسلوا لي برقية للحضور للدوحة ومعها تذكرة سفر...
جواز سفري:
بحكم أنني كنت لاعباً بالمنتخب الوطني السوداني كان جواز سفري بطرف اتحاد الكورة وما كان عندي في يدي أي جواز فذهبت لأخذ جوازي فرفضوا في الداخلية ان يستخرجوا لي أي جواز جديد وتدخل ابني عمي مامون بحيري بحكم منصبه كوزير وقال لي ناس الداخلية طلعوا للزول ده جواز لأنو مسافر مع أمو القاهرة وهي مريضة... وبالفعل سافرت إلى الدوحة وتدربت مع فريق وزارة التربية والتعليم هناك ولما رأوا مستواي سجلوني على الفور ولعبت معهم أقوى المواسم الكروية.
تعينت مدرس صناعة:
يواصل الكابتن إبراهومة قائلاً بعد فترة قليلة جداً بقطر تم تعييني مدرساً بالمدارس الصناعية قسم النجارة وأنا في مدني أصلاً كنت نجار.
نادي العروبة القطري:
بعد ثلاثة مواسم من النجاح مع فريق وزارة التربية والتعليم انتقلت لنادي العروبة بالدرجة الأولى بقطر والذي يترأسه ابن الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، ولعبت مع العروبة أقوى المباريات وكان أشهرها أمام فريق الإسماعيلي المصري الذي كان يقوم بجولة في الخليج وقد كان الإسماعيلي في قمة مستواه العربي والأفريقي وكنا متقدمين عليه بهدف خالد بلان حتى آخر دقيقة في المباراة ولكنهم أحرزوا التعادل... وكنا نلعب له أنا وحسن دقدق.
عروض قطرية بالجملة:
يقول إبراهومة وأنا في نادي العروبة تلقيت عروضاً من عدد من أندية قطر لم أعيرها اهتماماً وبعد حل نادي العروبة اتجهت لنادي قطر الذي طلبني ومنه اتجهت أيضاً لنادي الريان القطري وأمضيت به أربع سنوات بالتمام والكمال حيث اختتمت مشواري هناك مع نادي الريان القطري كلاعب.
مشواري مع التدريب:
بعد تركي للكرة كلاعب طلبتني العديد من أندية الدرجة الثانية بقطر لأقوم بتدريبها باعتباري واحداً من أميَّز النجوم الذين كانو يلعبون في الدوري القطري وفعلاً اتجهت لنادي الاتحاد وكان وقتها بالدرجة الثانية وحققت معه أكبر انجاز بصدارة الدوري والصعود للدرجة الأولى.
الخور والوكرة والشمال:
بعد نجاحي كمدرب مع نادي الاتحاد جاءتني عدة عروض من أندية قطرية ولكني اتجهت لنادي الوكرة الذي كان في موقف لايحسد عليه واجتهدت معه حتى صعد للدرجة الأولى وتركته وذهبت لنادي الشمال الذي بقي في الدرجة الأولى ثم نادي الخور الذي كان بالدرجة الثانية وصعد للأولى.
لعبت للمنتخب القطري:
يقول إبراهومة أنه وذات مرة كان المنتخب القطري يتأهب للمشاركة خارجياً وكنت وقتها ألعب لفريق قطر فاستدعوني وأشركوني مع المنتخب القطري كصانع ألعاب وبالفعل حققنا نتائج جيدة لقطر.
(6) سنوات تدريب
يضيف إبراهومة قائلاً أنا قضيت «6» سنوات تدريب في كرة القدم وجميعها بقطر ولم أفكرإطلاقاً في الاتجاه للتدريب لأنه يسبب الكثير من الأمراض بسبب الضغط النفسي... فمثلاً منصور رمضان أحد أعظم المدربين توفي داخل الملعب وأنا على يقين بأن عملية التدريب ليست بالسهلة وأنا الآن أعمل كمشرف رياضي للمناشط بالمجمع الرياضي بقطر.
(300) جنيه مقابل العودة
يقول إبراهومة بعد هجرتي لقطر بعامين فقط عدت للخرطوم ووجدت ان إدارة نادي المريخ ترغب في عودتي للفريق ماقبل «300» جنيه فوعدتهم خيراً ولم أعد لزيارة النادي.
مقارنة منعدمة:
يقول إبراهومة لا توجد مقارنة بين لاعب الأمس واليوم لأن لاعب الأمس كان يلعب الكرة كحب للكرة أما الآن فاللعب أصبح من أجل المال .. فاللاعب إذا لم يحب الكرة ويعطيها فهي لن تعطيه شيئاً.
العلة في اللاعب:
يقول إبراهومة بالمناسبة الناس هسي بتتكلم عن الإدارة والإعلام والإمكانيات وما إلى ذلك بأنهم علة الكرة السودانية وعلة الكرة السودانية في اللاعب نفسه لأنه محدود الطموح وليس له أي أهداف لذلك يجعل الإداري يفشل ولا يستطيع ان يقدم للكرة شيئاً لأن لاعبه نفسه ليس له طموح.. ونحن كنا زمان بنلعب الكورة من الزقاقات وطموحنا ان نكون لاعبين كبار وهذا ما هو منعدم الآن فبعد ان نعالج علة اللاعب يأتي دور الإدارة ودعم الدولة لتوفير الإمكانيات أما التدريب فإنه لن يقدم شيئاً إذا كان اللاعب بهذا الفهم ولن توضح بصماته إلاَّ إذا اتجهنا للمدارس السنية تحت حماية معينة للاعبين تمنع التغول عليهم من الأندية وتسجيلهم.
ليس هناك لاعب يستحق مليون:
يقول إبراهومة أنا أسمع الآن بأن اللاعب الفلاني يريد النادي ان يسجله بكذا مليون وان نادي كذا سيدفع كذا ولكني أقول من خلال متابعتي للنشاط الرياضي بالسودان ليس هناك لاعباً يستحق مليونا واحدا ناهيك عن مئات الملايين.
سر اللقب:
بسؤال عن سر هذا اللقب يقول إبراهومة انني كنت ألعب كرة الشراب مع مجموعة من أولاد الحلة وكان هنالك رجل اسمه فضل وهو من مدينة عطبرة ويعمل بمدني فكان يرصد لنا الجوائز بعد ان تنتهي القسمة وأحسن لاعب هو يديهو جائزة ومرة كنت أنا أحسن لاعب وقبل ما تنتهي القسمة كان مبسوط مني وبيقول لي سوما سوما يا إبراهومة ومن اليوم داك إبراهيم محمد علي دي اختفت وبقت إبراهومة هي الماشة.
گلمات على
لسان إبراهومة
* مصطفى كرار لاعب ممتاز ومدرب ناجح.
* هاشم ضيف الله لاعب دغري ومدرب وإداري ناجح.
* أبو العائلة مخلص ورسمي لأبعد الحدود.
* دكتور شداد دغري ومنضبط وفاهم الكورة كويس ويمكن ان يقدم إذا وجد تعاونا والأهم من ذلك ان وجوده مهم جداً.
* جعفر نميري لاعب مميز وإداري لعب في نادي الاتحاد.
* الفاضل سانتو: لاعب لم أشاهده عندما ظهر ولكن تابعت مستواه في الإمارات فهو لاعب قمة في كل شئ.
* سيد مصطفى: لاعب ممتاز ويؤدي بكلتا قدميه وفيه كل صفات برعي أحمد البشير.
* ماو ماو: لا عب ممتاز وكان بجانب بابكر سانتو يمثلان عنواناً للندية بين مدني والخرطوم.
* سعيد العطا: هو بديل إبراهومة في الاتحاد.
* سمير صالح: أبرز وأقوى المدافعين الذين عرفتهم في حياتي.
* شارك في هذا الحوار صديق إبراهومة منذ الصبا وملاعب الكرة سعيد العطا الذي كان حاضراً وأعاد إلى ذاكرة إبراهومة الكثير جداً من الأحداث.

معتصم عيدروس

 

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه