من قلب الجزيرة

اسباب سقوط الاتحاد

 بقلم : معتصم عيدروس

 

الأخ ابن مدني / معتصم عيدروس

تحية طيبة وبعد

إن سقوط نادي الاتحاد مدني إلى الدرجة من الدرجة الممتازة يعتبر ضربة قاتلة للكرة بودمدني مدينة الكرة بالسودان دون منافس. واما أسباب سقوط هذا النادي العريق فهي متعددة ألخصها في الأسباب التالية:

أولاً: الأسباب المادية:

يعاني فريق الاتحاد من نقص حاد في الموارد المالية التي تبقيه على قيد الحياة لمواجهة متطلبات اللاعبين وتلبية احتياجاتهم خاصةً وأن الكورة في العالم أصبحت حرفة يحترفها اللاعبون. عندما كان السيد / عبد القدير حسن أمين لخزينة النادي والسيد المحترم /عاطف خلف الله سكرتيراً له كان النادي بخير لأن هؤلاء الشباب كانوا يعرفون كيف يلبون احتياجات النادي واللاعبين خاصةً وأن مجلس الإدارة كان محبوباً لدى اللاعبين وكان الإحترام متبادل بين الطرفين.

أضيف إلى  ذلك أيضاً قلة عائد المباريات مما كان عليه في السابق وهذا يرجع إلى أن المشجع المدني تخلى عن التشجيع لتدني مستوى اللاعبين وتدني مستوى اللعبة بصفة عامة ومن أهم أسباب تدني المستوى هو أن اللاعبين صاروا يفضلون اللعب خارج مدني وخصوصاً في العاصمة لقلة المادة في مدينتنا الغالية مدني. شبح هجرة اللاعبين الأفذاذ أمثال قلة وغيره كثيرون من مدني إلى العاصمة جعل مدني عبارة وعاء لحفظ وتطوير اللاعبين ثم بيعهم لأندية الخرطوم.

ذهب فيصل العمدة لاعباً فذاً إلى هلال العاصمة  من الاتحاد وانتهى هناك,  وسافر زميلا دراستي الموهوبين زيكو وحداثة وبعدها أين كانت نهايتهم (في قطر والسعودية على التوالي). هؤلاء كانوا يبكون عندما ينهزم الاتحاد – زميلي حداثة كان اتحادوياً أباً عن جد ولعب معي في أشبال الاتحاد عندما كان خالد كيجا والتوم والفاتح عبدالله وأسامة عبدالله (أخ اللاعب الفذ عبد الله عبدالله – النيل مدني) والفاتح التيجاني – كان تيم خطير به نخبة من اللاعبين لا يشق لهم غبار أبداً – هؤلاء ومن بينهم حداثة كانوا يبكون عندما ينهزم فريق الاتحاد الأول – أما الأخ ياسر صديق حداثة كانت أمنيته أن يلعب للاتحاد فقط خاصةً أنه كان بإمكانه اللعب لنادي الأهلي لكن ياسر حداثة كان يحب الاتحاد من صميم قلبه. كل هؤلاء وغيرهم أين هم الآن من الاتحاد وأين هم من أنفسهم كلاعبي كرة قدم.

إن المشكلة تكمن في أن مدني تفقد أبناءها بسرعة عجيبة ليلعبوا ويمتعوا ناس الخرطوم لكن ناس مدني لا نصيب لهم للمتعة.

ثانياً: غياب الإدارة الواعية:

لا أعرف أعضاء إدارة نادي الاتحاد السابقة  لكني أؤكد أنهم ليسوا من أبناء الغيورين على سمعتها لأنهم لو كانوا كذلك لما نزل الاتحاد وسقط في هوة الدرجة الأولى. بما أنني أهلاوي ولكن فريق الاتحاد تشجعه أعرق العائلات في مدني. مشكلة الكرة السودانية عموماً هي الإدارات في اعتقادي لأنهم هم اللذين يقومون بتسجيل اللاعبين من دون أخذ رأي مدرب وهم اللذين يخططون للموسم وهم اللذين يفعلون كل شيء دون استشارة أي كان خبيراً أو مدرباً. ولما سبق فأنا أحمل إدارة نادي الاتحاد مسؤولية سقوط النادي إلى الدرجة الأولى.

يمثل نادي الاتحاد بالنسبة لي مثال لكل أندية السودان بما فيها الهلال والمريخ التي يغيب فيها التخطيط السليم والعلمي للموسم وكل ما يحمله من منافسات داخلية وقارية وعربية ودولية وهذا يؤكد لي كلام المدرب حسن المصري الذي قال في برنامج عالم الرياضة يوم الجمعة الموافق 13/02/2004م أنه عندما سافر المريخ إلى دولة الإمارات للإعداد فرحت ولكن بعد ذلك سمعت أن فريق المريخ يؤدي مباريات تجريبية – ما هذا الهراء (ودا كمان حالتو مازدا القلنا عليهو الرك).

من هذا المنبر الحر أحب أوجه كلمة للسادة المسؤولين عن الكورة في السودان (أرحمونا يا جماعة من الشغل العشوائي) نحن خلاص روحنا طلعت ونحن نشاهد فريق دولة بنين في كأس الأمم الأفريقية وفريق وطني المؤسس للدورة و لاتحاد القارة غائب من سنين.

ولنا عودة

 

                                                          أخوك

 الصادق صديق (أبوالجاز)

مدني – حي النصر 40

جوار مسجد أبوسنون القديم    

معتصم عيدروس

 

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه