من قلب الجزيرة

وفاة الاستاذ حسن عزالدين

 بقلم : معتصم عيدروس

 

جاء وقع خبر وفاة الاستاذ حسن عزالدين علينا كالصاعقة ، وعندما اردنا ان نكتب شيئاً في حقه لم نجد ما نقول رغم ان الذين كتبوا عنه لم يوفوه حقه ، ولكنه عجز القادرين على التمام .. فالاستاذ حسن عز الدين أو الخال كما ظللت ادعوه طيلة الخمس سنوات الاخيرة كان مثالاً للخلق النبيل والعاطفة الجياشة النبيلة التي لم تعرف الغدر ولا البغضاء ولا الكره ووجد اجماعاً من الكل بانه قد كان حسناً في سيره وسلوكه وكان شفافاً ترى دواخله النقية منذ الوهلة الاولى ... لم يغضب احداً ولم يكن يبحث عن شيئاً لنفسه ، وهب كل مقدراته لخدمة الجميع .. كنا تلاميذه وكنا ابنائه واخوانه في نفس الوقت .. هكذا عبد لنفسه الطريق ليكون كبيراً مع الكبير وصغيراً معا الصغير.. لم يبخل علينا بنصائحه ولا بابتسامته المشرقة المنيرة .. كان فناراً تهتدي به السفن ونورساً ابيض القلب يهدي الحياري إلي الشاطئ الأمن ..لم اره غاضباً أو متوشحاً به .. ظل نخلة ترمي بحجر فترمي اطيب الثمر وكان عطوفاً وحنوناً احسسنا بجانبه بالامان وفي مشورته بالهداية للطريق المستقيم .. تعلمنا منه ميزة الصبر الجميل والترفع عن الصغائر ومواجهة الصعاب بابتسامة عريضة .. تحمل في قلبه الكثير من هموم الناس ولم يترك فيه مجالاً لنفسه .. هكذا كان الاستاذ حسن عز الدين واكثر واكثر.

وعندما جاء خبر وفاته رأينا كيف تبكي الرجال وتولول كما النساء فالفقد عظيم وكبير وما ادل على ذلك من الجموع التي شيعته ... فكاذب من لم يذرف دمعة حتى اقسي الرجال ذرفوا الدموع مدراراً وعلى مثل حسن عز الدين يبكي الرجال بالدمع الحار ... ومع كل هذه الدموع التي سكبتما زالت في القلوب آهات ستظل تخرج تارة بعد اخري كلما احتاج الناس إلىه .. وما اكثر المواقف التي سيحتاجه فيها الناس وما اكثر المحتاجين .

عزاؤه ان تلاميذه قد وعوا الدرس وحفظوه ومؤكد بانهم سيجددون سيرته بينهم وكلما جاءت احدهم ذلة سيذكره ويذكر نصائحه ويعود لصوابه .. فحسن عز الدين كان ضمير هذه المهنة وحارسها الذي لم ينام وكان آخر همه احوالها وتصاريفها حتى وهو في عز مرضه الذي لم يشعر به حتى اقربائه وظل يوالي اعماله على سجيته وابتسامته المشرقة على وجهه لم تغب حتى وهو مسافر لاجراء العملية وهو يعرف صعوبتها وان عودته منها ليست مضمونة .

هذا هو الاستاذ حسن عز الدين الذي مهما حاولنا ان نكتب عنه لن نوفيه ولو جزء يسير من حقه علينا في أن نكون اوفياء له وحافظين لسيرته وذكراه .

حسن عز الدين لم يمت لأن اعماله وصفاته الجميلة التي اورثها لكل من عرفوه ستظل تمشي بين الناس صدقات جارية تشهد له يوم القيامة بأنه كان حسن الاسم والسيرة والمسيرة... وان كان قد رحل عنا بجسده فمفاهيمه وارشاداته لم ترحل وستظل باقية فينا العمر كله حداً فاصلاً ما بين الحق والباطل وهو لم يرحل لأنه قد خلف من التلاميذ الذين سيذكرونه بالخير كثيرون .

 

معتصم عيدروس

 

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه