من قلب الجزيرة

ثم ماذا بعد ؟

بقلم : معتصم عيدروس

 

الأن وقد اوشك الدوري الممتاز علي ختامه ناخذ محصلته بالنسبة لناديا مدني الاهلي والاتحاد من الاخ د. محمد عبدالمنعم
معتصم عيدروس

الأهلي والاتحاد في الممتاز .. ثم ماذا بعد ؟!

 بنهاية الدورة الثانية للدوري الممتاز ترتاح (أعصاب) جمهور الرياضة بودمدني - ولو إلي حين - بعد أن عاشت موسماً كاملاً وهي تشعر بأن شبح الهبوط من الممتاز يهدد فريقيها العريقين .. الأهلي والاتحاد.
 في داخل المدينة أو خارجها كانت كل مباريات الفريقين عبارة عن درس قاسي في القدرة علي التحمل والصبر وخصماً علي (نفسية) الجمهور المتعبة أصلاً وهو يعاين أوراق (الامتحان) الصعب لطالب لم يحسن الاستعداد والمذاكرة !! الطالب المؤمل فيه دخول (الجامعة) وهمه الأول ألا يفصل من (المدرسة)!! هو كالأب الذي يحسن الظن في إبنه المدلل كل عام ويحسب أنه (شاطر) ولكنه (مهمل) وسيتعلم من أخطاءه ويعالج هذا (الإهمال) في العام التالي .. ولكن !!. يعتصر جيبه الحزين ويصفق بقلبه المكلوم رفعاً لروح معنوية للاعبين يظن - وبعضه إثم- أنها -وفقط- ما ينقصهم!! ما أقبح أن يري الوالد إبنه (الكبير) وهو يشتكي من ضرب (الصغار) ، وما أصعب أن نعايش ونحاول أن نتعايش علي مستوً رياضي لأندية في مدينة تأكل من سنام تأريخها الكروي.. فنجان من القهوة وكرسي في الشارع وذكريات عبقة وأحاديث الزمان عن المشروع الزراعي والأسعار الرخيصة الانجليز والفن القديم و (كرة زمان) !! تغير مفهوم المتعة في أذهاننا وصار الفرح عندنا مرتبطاً بأقل الخسائر والأصل بالانتصار ... نُمجد فرقنا لمجرد أنها (حافظت) علي موقعها في الممتاز !! وهرب بعضنا بقلة مكوناً "روابط لمشجعي أندية الخرطوم بودمدني" وما أتعسه من هروب .. ولكن ماذا نقول إذا كان سكون الاستاد لا يقطعه سوي صيحات هؤلاء وبعض صراخنا ضد التحكيم المنحاز !!. دعوات السادة والساسة والناس غير مستجابة؛ ولا تجد من أحد الإجابة؛ ونظل نبحث عنها تحت أضواء الإنارة الجديدة بعد أن ظننا - وهنا أيضاً بعضه إثم - أن أنديتنا لا تجيد اللعب تحت الشمس وفي الإضاءة البيضاء قد يكون الحل!!. كمٌٍُ هائل من المؤتمرات حول (النهوض بالمستوي الكروي بودمدني) وورش للعمل وسمنارات تُدبج توصيات ناءت بحملها الأوراق وتعبت من فيضها أضابير الاتحاد المحلي ومجلس الشباب وصفحات الصحف ومازالت المسيرة تتواصل ، ومع كل هزيمة جديدة ندوة جديدة حول (الوضع الرياضي الراهن) !! إدارات أندية ترفع محاضر اجتماعاتها لـ(الأنطون) ... مدربون لا يضعون الخطط ...(أقطاب) لا يدفعون ..ولاعبون لا يجيدون (اللعب).. ومازالت (الكتشينة) مستمرة(تحرق) أعصاب الجمهور !!.

د.محمد عبد المنعم

معتصم عيدروس

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه